مئات الآلاف يفرون من كربلاء عقب معارك قرب مزار شيعي

مئات الآلاف يفرون من كربلاء عقب معارك قرب مزار شيعي

http://www.alarabonline.org/data/2007/08/08-28/991p.jpg
الزيارة الشعبانية انتهت دامية

مئات الآلاف يفرون من كربلاء عقب معارك قرب مزار شيعي

كربلاء- العرب أونلاين- وكالات: قطع مئات الآلاف من الزوار الشيعة زيارتهم إلى كربلاء وعادوا على أعقابهم فرارا من معارك اندلعت بين الشرطة وميليشيات بالقرب من مزارين من أقدس المزارات الشيعية فى المدينة الواقعة جنوب بغداد.

وقالت مصادر طبية إن القتال الذى اندلع بعنف ظهر الثلاثاء خلف 27 قتيلا من الزوار الشيعة ونحو 150 جريحا اثناء احياء ذكرى مولد الامام المهدي.

وقال الطبيب سليم كاظم مدير صحة المحافظة ان مستشفيات المدينة استلمت جثث 27 قتيلا و147 جريحا على الاقل من المدنيين اثر اشتباكات بين مسلحين وقوات الامن فى كربلاء".

وأوضح مصدر أمنى إن اشتباكات عنيفة بين مسلحين مجهولين وقوات الشرطة الحكومية وأفراد حماية المراقد الدينية اندلعت مساء الإثنين وتوقفت لعدة ساعات ثم تجددت ظهر الثلاثاء بشكل عنيف جدا"، مبينا أن الشرطة بدأت عملية واسعة لإجلاء آلاف الزوار من موقع الاشتباكات.

ورجح المصدر أن ترتفع حصيلة القتلى والجرحى بسبب استمرار الاشتباكات رغم الجهود الكبيرة التى تبذلها مختلف الجهات فى المدينة.

وأضاف أن عددا كبيرا من السيارات التابعة للشرطة والهلال الأحمر العراقى اضافة الى السيارات المدنية احترقت أو دمرت نتيجة هذه الاشتباكات.

وأشار المصدر الى ان الاشتباكات إندلعت عندما هاجم مسلحون مجهولون إحدى نقاط التفتيش بالقرب باب بغداد، والتى تبعد حوالى 200 متر عن مرقد الإمامين العباس واخيه الحسين وسط مدينة كربلاء.

وجاءت هذه الاشتبكات فى الوقت الذى وصل فيه مئات الالاف من المسلمين الشيعة للمشاركة فى احياء ذكرى ولادة الامام المهدى المنتظر وهو الامام الـ 12 للشيعة.

وقدرت بعض المصادر االامنية والدينية فى مدينة كربلاء اعداد الزوار الذين وصلوا الى المدينة بحدود ما بين اربعة ملايين وخمسة ملايين زائر.

ومنذ سقوط العراق تحت الغزو الأمريكى عام 2003 ازدهرت المناسبات الدينية الشيعية التى لا يخلو منها شهر تقريبا، خصوصا فى كربلاء والنجف وبغداد.

وأخذت الحكومة الجديدة فى بغداد ومن ورائها القوات الأمريكية تشجيع ملايين الشيعة على استغلال هذه المناسبات، وايهامهم بأنها جزء من مكاسب "التحرير وشكل من أشكال الديمقراطية وحرية التعبير".

غارة على ديالى

إلى ذلك، قتل 33 شخصا قال الجيش الأمريكى إنهم مسلحون فى هجوم وضربات الجوية شنتها القوات الأمريكية وقوات حكومية على بلدة الجوبة بالقرب من الخالص فى محافظة ديالى العراقية.

وحسب بيان عسكري، فإن العملية استهدفت اعادة فتح قناة رى رئيسية كان المسلحون قد سيطروا عليها.

وشارك فى العملية التى انطلقت فجر الإثنين عدة مئات من الجيش الأمريكى والجيش الحكومي، مما مكنها -حسب البيان- من صد عدد من الهجمات بالأسلحة الخفيفة أدى إلى مقتل 13 مسلحا، فيما قامت مروحيات أمريكية استقدمت الى المنطقة لتقديم دعم جوى للقوات البرية وتمكنت من قتل 20 مسلحا فى قصف جوي.

وعادة ما ينقشع غبار الغارات التى تشنها القوات الأمريكية عن مجازر يذهب ضحيتها عديد الأبرياء أغلبهم من النساء والأطفال، مثلما جرى فى الأشهر القليلة الماضية فى الرمادى وسامراء.

وفى سياق متصل، قتل أربعة جنود عراقيين بانفجار عبوة ناسفة فى قضاء الخالص التابع لمحافظة ديالى شرقى بغداد الثلاثاء.

وقال مصدر امنى انفجرت عبوة ناسفة فى الشارع الرئيسى لناحية العظيم التابعة لقضاء الخالص بمحافظة ديالى ما أدى الى مقتل أربعة جنود كانوا يستقلون عربة عسكرية من بينهم ضابط برتبة ملازم اول.

شكوك أمريكية

من جهة أخرى، استقبلت واشنطن بالتشكيك اتفاق تفعيل المصالحة التى توصلت اليه ابرز المجموعات السياسية والطائفية فى العراق، داعية الى ترجمته فى قانون وخصوصا على الارض.

وكعادته، أشاد الرئيس الأميركى جورج بوش الاثنين باتفاق تقاسم السلطة الذى أعلن عن التوصل إليه زعماء المذاهب السياسية المتناحرة فى المنطقة الخضراء.

وقال بوش إنه اطلع على ما يسمّى بـ"اتفاق المصالحة" وحث "برلمان العراق" على متابعة المسيرة التى انتهجها رئيس الحكومة نورى المالكى و"الرئيس" جلال الطالبانى ونائبا الرئيس طارق الهاشمى وعادل عبد المهدى و"رئيس" حكومة إقليم كردستان مسعود البرزاني.

وفى الوقت الذى اعترف فيه بوش بوجود "المزيد الذى يجب القيام به"، حيا الرئيس الأميركى حلفاءه ببغداد "لالتزامهم بالعمل سوية من أجل صالح جميع العراقيين للتقدّم فى هذه المسيرة".

من جهته وصف المتحدث باسم وزارة الخارجية الاميركى توم كايسى هذا الاتفاق بـ"التطور المرحب به و"الايجابي"، لكنه اكد فى الوقت نفسه ان اتفاقا من هذا النوع يجب تطبيقه وترجمته بافعال على الارض".

واضاف كايسى لا اريد المبالغة بتقييم اهمية كل ذلك لكن من البديهى ان مجرد نجاح هذه الفصائل السياسية الكبيرة فى الالتقاء وايجاد اتفاق حول هذه المسالة الحساسة جدا امر مرحب به وايجابي".

وتابع المتحدث باسم الخارجية الاميركية ان ما نريد فعله الان هو تشجيعهم على الذهاب قدما والبدء بتنفيذ هذا الاتفاق والقيام بذلك بطريقة يمكن ان نرى بها انعكاساته ووقعه على الرأى العام".

ويسود اعتقاد راسخ فى الولايات المتحدة أن كل محاولات الانعاش لن تفيد فى انقاذ حكومة المالكى والعملية السياسية برمتها، التى أخذت طريقها إلى النهاية المحتومة مع ازدياد مؤشرات فشل الجيش الأمريكى فى مهمته التى بدأت قبل أكثر من أربع سنوات.