http://d.yimg.com/us.yimg.com/p/afp/...LcCQNZ6dwsuw--
الخوف من المعلومات
http://d.yimg.com/us.yimg.com/p/rids...jPajL8Qn5MJQ--http://d.yimg.com/us.yimg.com/p/ap/2...aZJuG6wCoxIA--
http://d.yimg.com/us.yimg.com/p/rids...7srJYIEFs2qg--
http://d.yimg.com/us.yimg.com/p/rids...uKNMn_EFRxTA--
تلميع الصورة وجعلها اجمل ما رسم لحد الان باعلام مزيف ملمع منمق متناسيا الصورة التي يحملها الطفل اعلاه
الخوف من المعلومات
يعاني بعض الاشخاص من اصحاب العلاقة بالاعلام في الحكومة العراقية من مشكلة التعامل مع الحقائق والمعلومات والاراء بشفافية وهدوء داخلي. وخلاصة المشكلة انهم لا يحبون او ربما الاقرب ان نقول انهم يخافون ان يعرف الناس الارقام والمعلومات التي تصور الوضع العراقي كما هو،. و يتضايق هؤلاء من التقارير التي تنشر في الولايات المتحدة وغيرها من الدول الديمقراطية حول العراق، والاوضاع فيه، بما في ذلك انجازات او اخفاقات الحكومة، والقوات الامريكية. رغم ان الناس في داخل العراق يعرفون عن الواقع، بمعايشته، اكثر مما تكتب الصحف الاخرى خارج العراق.
يتصور بعض ذوي العلاقة بالاعلام في الحكومة ان نشر مثل هذه المعلومات من شأنه ان يضعفها، وكأنها لا تدرك انه لا نقاش في ضعفها، الامر الذي يشعر فيه المواطنون في الداخل، انما النقاش في كيفية معالجة هذا الضعف من اجل حماية الحكومة من السقوط بفعل معاول فشلها المتعدد المجالات. ومن اجل عدم اضعاف الحكومة، فانها تفرض نوعا من الرقابة غير المرئية على الاعلام في العراق، في وقت يفترض فيه ان الاعلام تحرر من الرقابة، وانه يقوم بدور مهم في تقويم الوضع، وحماية الحكومة، ومساعدتها من خلال تسليطه الاضواء على مفردات الواقع التفصيلية.
هؤلاء، وربما وافقهم بعض القراء على ذلك، لا يحبون كشف الحقائق كما هي، ويرغبون في تجميل صورة الواقع، حتى لو تم ذلك عن طريق تزييفها، لأسباب كثيرة، منها اسباب عاطفية، ومنها محاولة التعلق بامل، ومنها الروح الوطنية الصادقة التي تأبي ان تتقبل المعلومات التي تعطي صورة مخالفة للصورة المرغوبة، ومنها، وهذا يتعلق بالمسؤولين الذين يرون ان نشر الصورة كما هي يمثل شهادة سوء سلوك واداء بالنسبة لهم، أي شهادة فشل في اداء ما يتعين عليهم القيام به.
ربما يعتقد هؤلاء ان وظيفة الاعلام الحر تزويق الواقع وتزويره. وقديما قالت العرب ان الرائد لا يكذب اهله. والاعلام هو الرائد في مجتمعه. والاعلاميون هم الرواد. وهم مخطئون في هذا.
كان هذا هو شعور هؤلاء ازاء تقرير مجلة فورين بولسي الذي هو عبارة عن دراسة تفصيلية معززة بالارقام عن »الدول الفاشلة« في العالم، ومرتبة بحسب الدول الاكثر فشلا، بناء على معايير سياسية واقتصادية واجتماعية وامنية يبلغ عددها 12 معيارا.
ثمة جدول يلخص الدراسة. على الجانب الايسر منه سوف نقرأ قائمة تضم اسماء 60 دولة في العالم، مرتبة حسب موقعها في تراتبية الفشل. وفي القسم الايمن وهو الاكبر من الجدول يوجد 12 عمودا يتضمن المعايير المذكورة، و درجة الفشل التي نالتها الدولة. وبدون ان نفاجأ، سوف نجد السودان في المرتبة الاولى. فالسودان هو الدولة الفاشلة الاولى في العالم.
المفجع في القائمة ان العراق يأتي في الدرجة الثانية. فالعراق هو الدولة الفاشلة الثانية في العالم، وهذا الفشل بطبيعة الحال يشمل كل المعايير الاثني عشر المذكورة.
المفجع اكثر، ان موقع العراق في التقارير السابقة للدولة الفاشلة التي صدرت خلال السنوات الثلاث الماضية كان في الدرجة الرابعة، ما يعني ان العراق لم يتقدم في هذه السنوات انما تراجع بشكل ثابت من الموقع الرابع في الفشل الى الموقع الثاني، ولست ادري ان كان التقرير سوف يتضمن اسم العراق، فقد يختفي هذا الاسم من الخارطة السياسية للعالم اذا بقيت الامور تسير على وتيرتها الحالة، حيث سنجد اسماء عدة دول جديدة على انقاض اختفاء الدولة العراقية الحالية، كما هو الحال بالنسبة للاتحاد السوفيتي ويوغسلافيا. خاصة وان رئيسة صندوق السلام بولين بيكر قالت حسب رواية صحيفة »واشنطن بوست« الامريكية: »ان العراق يغرق بسرعة«.
اتوقع ان يقول البعض هذه مؤامرة على العراق، واتوقع ان ينبري بعض المسؤولين الحكوميين والناطقين الرسميين والمستشارين بالرد على الدراسة والقول انها غير دقيقة وغير واقعية وانها بعيدة عن الحقائق الماثلة في الارض داخل العراق.
المهم انهم تعاملوا مع التقرير بحساسية بالغة. ورفضوا الحديث عنه حيث تصل ايديهم من وسائل الاعلام.
وهذا مؤشر غير جيد للاسف يتعارض على الاقل مع العهد الدولي الذي وقعوه في شرم الشيخ.
