هل يصبح العراق أقرب حلفاء الولايات المتحدة بالمنطقة.

صرح الناطق الرسمي بأسم الجيش الأميركي للصحافة العراقية خلال الأسبوع الماضي إن الجيش الأمريكي يسعى لتسليح العراق بأنظمة جوية متطورة ولكن تلك الأنظمة بحاجة إلى بعض الوقت لكي يتقن العراقيين أستخدامها وصيانتها. وقد أكدت مصادر الجيش الأمريكي أن العراق يفتقد منظومة جوية دفاعية وهجومية منذ سنوات عدية بسبب الحصار الأقتصادي والحروب المتتالية وبسبب سيطرة القوات الأمريكية على الأجواء العراقية بعد عام 2003.
وقد قال الناطق باسم الجيش الأمريكي جيفري بيوكانن للصحف العراقية خلال لقاء تم هذا الأسبوع, "نعمل لبناء وتطوير نظام امني جوي متكامل في العراق." وقال كذلك أن العراق يحتاج إلى أجهزة رادارات واتصالات وقواعد أرضية معدة بالصواريخ وطائرات مقاتلة لصد أية تهديدات خارجية محتملة.

وأضاف المتحدث الأميركي "هذه كلها أنظمة معقدة وتحتاج لبعض الوقت للتعامل معها, وفي نهاية المطاف فأن القرار يكون بيد الحكومة العراقية التي يمكنها بناء هذه المنظومة من عدمه." وتسعى واشنطن وفقا لما ذكره بيوكانن إلى تسليح القوات العراقية بدبابات من نوع ن1 ن1 وهي نفس الدبابات التي يستخدمها الجيش الأمريكي حاليا في المعارك, فضلا عن مدفعية من عيار 155. وتابع بيوكانن بالقول, " حتى قوارب الدوريات التي سيتم أمداد سلاح البحرية العراقية بها هي قوارب على أعلى مستوى في التقنية."
جدير بالذكر أن الحكومة العراقية كانت قد قررت مؤخرا شراء 36 طائرة من نوع أف 16 من الولايات المتحدة لحماية الأجواء العراقية.
يبدوا واضحا أن القائمين على السياسة الأمريكية يخططون لتزويد الجيش العراقي بأحدث وأخر منظومات الأسلحة الموجودة لدي الجيش الأمريكي. ويتوقع بعض المراقبيين الذين يراقبون تلك التطورات والرسائل السياسية القادمة من واشنطن أن يصبح العراق الحليف الاول للولايات المتحدة بالمنطقة بدلا من دول أخرى كانت تتصدر قائمة أقرب حلفاء الولايات المتحدة بالمنطقة لأعوام طويلة. ولقد تم نشر الكثير من الأراء حول هذا الموضوع والتي تأكد في معظمها أن العراق يعد اكثر تأهيلا للعب هذا الدور مقارنة بدول المنطقة الأخرى لما يتمتع به من مصادر الثروة الطبيعية وأرتفاع نسبة التعليم بين سكانه وموقعه الجغرافي المتميز.
نتمنى من الله أن يدرك السياسيين العراقيين قيمة تلك الفرصة وأن يستفيدوا منها لأن التحالف مع الولايات المتحدة وبدون شك سوف يعود على العراق بالكثير من الفوائد. نأمل كذلك أن يقوم السياسيين العراقيين بأقتناص تلك الفرصة لما فيها من فائدة كبيرة للعراق خاصة وأن تلك الفرصة قد تضع العراق على الطريق الصحيح لبناء بلد متقدم وقوي يملك قدرة الدفاع عن حدوده وشعبه ضد جيران غاية في الخطورة ومنطقة مليئة بالأضطرابات.