قامت اخصائية الطب البيطري في جامعة ميسوري كولمبيا الامريكية كريستينا نارفستورم بالعمل لتطوير زراعة رقاقة كمبوتر لمساعدة الحيوانات فاقدة الابصار على الرؤية ووفقا لنارفستورم فان النتائج المبدئية واعدة.
تقول نارفستورم: "واحد من كل 3,500 شخص حول العالم يعاني من المرض الوراثي المعروف بـالتهاب الشبكية الصباغي والذي يؤدي الى موت خلايا الشبكية ومن ثم العمى".
"هدفنا في هذه الدراسة هو تحديد عوامل الامان في حالة الزراعة لتطوير التقنية الجراحية. نحن ايضاً بصدد النظر الى مدى الحماية التي ستوفرها الزراعة للخلايا الشبكية التي تموت نتيجة لمضاعفات المرض املاً في امكانية الحفاظ على البصر لمدد اطول منها في الحالات التي تترك دون علاج".
وتجري نارفستورم تجارب على القطط الحبشية والفارسية المصابة بمرض التهاب شبكية العين الصباغي الوراثي.
وتعتبر عين القطة نموذج جيد لاجراء مثل هذه التجربة لكونها قريبة الشبه بعين الانسان في الحجم والتركيب لذا فمن الوارد ان تستخدم نفس التقنية والاجهزة مع الانسان.
كما ان القطط تشترك مع الانسان في الكثير من الامراض التي تصيب العين. وقد بدأت القطط الحبشية التي تجري نارفستورم التجارب عليها في فقد البصر مع عمر سنة الى سنتين واصيبت بالعمى التام مع بلوغ سن الرابعة.
وحتى الان فقد قامت نارفستورم باجراء جراحات على القطط التي تعاني من مشاكل حادة في الابصار وقطط اخري فقدت البصر تماماً. وخلال الجراحة تقوم نارفستورم بعمل فتحتين قطعيتين في الحائط الخارجي لمقلة العين والمعروف باسم الصلبة. وبعد ازالة السائل الزجاجي الموجود خلف مقلة العين، تقوم نارفستورم بعمل نقطة صغيرة في الشبكية كافية لوضع رقاقة كمبيوتر صغيرة يبلغ قطرها 2 مليميتر وسمكها 23 ميكرومتر (واحد على مليون من المتر). وتحتوي الرقاقة على بضعة الاف من الصمامات الضوئية ضئيلة الحجم والتي تصدر نبضات كهربية الى الشبكية عند تعرضها للضوء.
تقول نارفستورم: "نحن متحمسون لهذه التكنولوجيا الجديدة وما يمكن ان ينتج عنها من تحسن في الابصار في ملايين فاقدي البصر حول العالم. من الممكن ان تكون هذه التكنولوجيا مفيدة ايضاً في الحيوانات التي تعاني من امراض مشابهة".
وتعمل نارفستورم بالتعاون مع شركة اوبتوبايونيكس الموجودة في ولاية الينوي الامريكية لتطوير الرقائق و ماشيل باردو الباحث في جامعة اميروي.
