دعني أرسمك يوما كيفما رسمتني دهرا
كما أشتهي
خطوطا تخترق كل الحدود
فعيناي راقبت العروض المجانية طويلا
و تمنت أن تدخل تلك اللعبة
لعبة من يصنع اللامعقول
و يجعله بلسما لكل الأحلام التي لم تتحقق
و مبدلا في شرائعه أسماء المنطق
.
أرسمك خرافة
شعاع نور بهيئة إنسان
يتبع أثري في كل مكان
في الورق
في المرآة
في كل الحكايات
في نبضك أنت بالذات
الذي علمني كيف أقرأ الزلازل
من وحي الكلمات
.
أرسمك عيون ترافقني
في ساحة رقص تراقصني
و النور عنها يحجبني
تأخذني بعيد الخطوات
يحملني لهيب الزفرات
الى موائد ضحك
تحرق اللحظات
.
أرسمك شفاه لا تتكلم
و يداك بقراري تبصم
و أنا صوت
يحكم و لا يرحم
.
ألم تخبرني في الزمن الغابر
أن أكون أنثى و أسافر
أتعلم كيف أتزيّن
و من كيد النساء أتعلم
فنونا لغير جدرانك لا تنفع
.
عندما سكنتُ الفوانيس السحرية
أخرجتني بحواس بشرية
يطربني حنين النغمات
و أغاني تصفني أجمل الجميلات
.
أرسمك أنف يتنفس عطري
تختل حواسه و لا يدري
إن كنت أشبه بالأرض
أمتد طولا أو عرض
لي مفعول كالحلم يخدّر
إحساس الطامع و يؤثر
في خلايا تقييم الناس
من عبق صدق الإحساس
.
من مزايا جنون العصر
أن الحب يبتدؤ بالخصر
و لا ضير بقليل الخمر
فالتوبة في ضمير الحاضر
مجانية
و الغائب
مجهول الهوية
.
أرسمك قلب مخفي
يحمل قهر كل عربي
يرميه نهر النسيان
ينسيه الذل الذي كان
و كيف كان ينتظر القائد
يحمل له السيف ليجاهد
يظنّه سيف المختار
و لا يسأل في أي قرار
استورده بقلم الغرب
و من حبر الأسياد يصب
واحات كره تكتنف العالم
ترتوي منها الشعوب و تخاصم
و أقوى أسلحتها
مفردات مبتكرة للشتم و للسب
.
أرسمك قلادتي
أنقش عليها ولادتي
في عينيك
و ملامحي محفوظة لديك
في سجلات حب أبدية
لا تخضع لإشارات زمنية
تذكرني مع كل دعاء
فمجيئي هبة السماء
اليك
بوجودي يكتمل نصفيك
.
أرسمك عملة ذهبية
في كلا الوجهين
وجهي
لا يتغير
أتكلم باسمك
لأبوح بالحق و أكثر
لا أهتم ببشر أخالفهم أو أرضي
.
أنك لم تنصفني
لأنك أعطيتني نصف حرية
في مجتمع يعتبر أن الحرية رداء
و نصف صوت
في عالم أعلى أصواته صوت النفاق
و نصف قرار
و المرأة أكثر من يحاسب على تراجع أسهم الأخلاق
.
أرسم أبسط أحلامي
أن أمشي حافية القدمين
طليقة اللسان
أتكلم عن نفسي
لا يسجنني إنسان
في تهمة أنني أنتمي الا اللامكان
.
عرض بقلمي مجاني
ألوان لا تشبه الألوان
مبعثرة بريشة فنان
.
بقلمي
ورد
:66 (46):