لعل من اهم الميزات التي ينبغي توافرها في من ينبري لقيادة اي مفصل من مفاصل الدولة، كبيرا كان ام صغيرا، ميزة أيثار المصلحة العامة على المصلحة الخاصة، حينئذ ستسير عجلة العمل الوظيفي العام على الطريق السليم، بل بوتائر متسارعة ستؤدي بالحتم والضرورة الى الانجاز الامتن والافضل من حيث الكم والنوع.
وبشأن الجهاز الاداري للدولة العراقية الذي ظل يعاني مشكلات مزمنة، منذ ان ورث السياقات الوظيفية العثمانية بعد تشكيل اول حكومة وطنية عراقية في العام 1921 لعل اهمها هشاشة وسوء ذمة المسؤول، سواء كان وزيرا أو كان موظفا صغيرا، وقد تخطى الامر حدود الاحتمال أبان عهد الطاغية المدفور الذي بلغ فيه الراتب الشهري للموظف العراقي الف دينار، حين بلغت قيمة الدولار الاميركي ثلاثة دنانير عراقية!!
حينها شاعت ظاهرة الفساد وتعاطي الرشى بنحو غير مسبوق، غير ان علينا الاقرار بوجود موظفيون نزيهين توفرت لهم عفة النفس والغيرية في تغليب مصلحة المجموع على مصلحة الشخص.
وقد نشرت وكالة(براثا) للانباء مؤخرا نص رسالة السيد صابر العيساوي أمين العاصمة المستقيل والموجهة الى دولة رئيس الوزراء، وقد تظمنت طلبه الشخصي بألاستقالة وان دل هذا الفعل على شيء فأنما يدل على نزاهة لم تتوافر لغيره من المسؤولين، فقد كان امين العاصمة أمينا بحق طوال مايزيد على الخمس سنوات من عمر تسنمه لمنصبه فقد انبرى بشجاعة لاقامة اسس مشاريع ستراتيجية عملاقة لعل اقامة البنى التحتية للماء والصرف الصحي والبيئة وتدوير النفايات وبناء المجسرات والتي يعد اكمالها حلا لجانب كبير من نقص الخدمات وسوى ذلك من المنجزات التي راح السيد العيساوي يتابعها ويشرف على انجازها تفصيليا وميدانيا بغض النظر أن كان الوقت نهارا ام ليلا، وقد تابع شكاوى المواطنين واستمع لها شخصيا في سلسلة زيارات متكررة شملت معظم المناطق التي توصف بالفقيرة والواقعة على اطراف بغداد.
وبعد تلك المسيرة المشرفة التي لم يسمع او يقراء او يرى المواطن اية شائبة واقعية شابت سلوك السيد امين العاصمة، فضلا عن انه لم يترفع على مواطنيه حتى بالنسبة الى سكن عائلته الخاصة والتي تقيم في مدينة الشعلة والجميع يعرف انها من مناطق بغداد التي توصف بالفقيرة وتسكنها شريحة العمال والكسبة من ابناء شعبنا الشرفاء..
نقول ان الاحرى بدولة رئيس الوزراء الامتناع عن قبول استقالة موظف لديه هذه المواصفات، ومن ثم الاعتزاز بوجوده في منصب شغله بجدارة كاملة كما تشير الدلائل التي ذكرناها والتي لم نذكرها، ان غياب السيد العيساوي عن مسؤوليته كأمين للعاصمة خسارة لحاظر ومستقبل البلاد، خسارة لاتعوض.
شاهد المرفقات
