8 يبدلها ب 6 يساوي رئيس لجنة نزاهة محافظة

بسم الله الرحمن الرحيم
في التسعينيات كنت اعمل موظف في احد محافظات الفرات الاوسط وكان الدوام يحتم ان تكون وجبة الغداء من اعداد طباخ من ابناء المدينه انسان طيب وقور نظيف ذواق هادئ سلس ذو مواصفات عربيه اصيلة
وكان يواجه مشكلة يوميه وهي عندما يذهب الى السوق ليتبضع ما يحتاجه طبق الغداء ويعود يجد نقص في الاغراض والحاجيات التي اشتراها وخاصة في فسم الخضراوات
ولكون هذه المحافظة مشهوره بخضراوتاها وخاصة الكراث والرشاد والفجل والكرفس وكل مرة يجد نقص في هذه المواد وكيف النقص يقول ان هذا البائع يصيح وينوح ويهلهل 8 بربع وعندما اصل الى الدائرة اجدها 6 وليس ثمانية ويجن جنونه وكان احد المساعدين لهذا الشاب من اهل المنطقة ويعرف هذا بياع الخضراوات وفي كل مرة يقول له يا عمي انته ليش تشتري من هذا
ابن فلانه
معروف باسم امه وليس ابوه
مو تعرفه هذا حرامي انته ليش ما تشتري من غيرة ولكن صاحبنا لم يتعض وغادرت العمل وهو بقى على حاله دايخ وتعبان بالتفكير ببياع الخضراوات \\\\\\\\\\\\\\\\\\\\\\\\\\\\\\\\\\\\\\
وبعد عشرون ستة عدت للعراق وكانت ايا محرم الحرام وزرت مراقد ال بيت الرسول الاطهار ومررت بتلك المحافظة لزيارة احد الاصدقاء القدماء وبعد ان وصلنا الى مركز المدينة ودخلنا الى شارع رئيسي يوصلنا الى منطقة صديقي واذا الازدحام على شدته وذروته طبعا لاتوجد سيطرة او تفتيش او حادث مروري بل هناك جمهره لناس يطلبون الثواب من الطبخ المعد للناس باسم سيد شباب اهل الجنة الامام الحسين عليه افضل الصلاة والسلام ولكن الملفت للنظر ان عدد القدور ماشاء الله زاد عن المائة قدر واكثر على طول الجبهة الامامية لدار ذو مواصفات عالية في التقنية والديكور والتغليف الملفت للنظر والمبهر ولكثرة التغلف بالحجر والمرمر فاقد جمالية الهندسة العشوائية وبعد ان تجاوزنا هذه الجمهرة بشق الانفس سئلت السائق من هذا الذي يطبخ هكذا عدد من القدور قال لي عمي لازم انته مو من هذه المحافظة فاجبته والله عمي اني من اهل بغداد فقال ها مو اشوفك ما عرفت
ابن فلانه
وهنا رجعت بي الذاكرة الى بياع الخضرة
فقلت له تقصد بياع الخضرة قبل عشرين سنة
فاجابني بدهشة اشلون انته مو من اهل المحافظة واشلون تعرف
ابن فلانه
بياع خضره سابق
فلم اعطه الجواب الشافي
فقال لي عمي
هذا
ابن فلانه
الان هو
رئيس لجنة النزاهة في المحافظة
فقلت له عمي يجوز انا قد كبرت ولم اعرف الاسماء
فقال لي
والله انت تعرفه كلش زين ولو ما عندك قصة وياه لو سامع عنه شي ما اذكرته راسا
فعلى الدنيا السلام
ابن فلانه
بياع الخضره
بياع
ال 8
ويبدلها ب
6
وعلى النزاهة السلام وعلى المحافظة السلام
وعلى بيته المشيد على اربعة شوارع في قلب المدينه وبمساحة
تشيد عليها الاف العوائل المتعففه
التي لم تبيع
8 وتعطي 6
تقبلوا تحياتي

وهذا هو واقع الحال المرير من شمال العراق الى جنوب العراق
ومثل ابو الخضره هوايه ياحبيبي اذا كان ينقص بس اثنين وينطي 6 بمكان ال 8
شنو رأيك ابياع الدجاج الي هم صار مسعول هسه
كان يبيع الدجاجه ياخذ الراس والركبه والحوصله والجبده والكلب والرجلين واجناح واحد
ويحطه بعلاكه سوده وينطيه للمشتري وخطيه المشتري ما يدري بهاي الدجاجه طك عليه حزام ناسف
والله لو تدري بياع الدجاج هسه بيا مركز بالمحافظة
على كل حال لم يبقى ليوم 25/ الا القليل
وَسَيَعْلَمُ الَّذِينَ ظَلَمُوا أَيَّ مُنْقَلَبٍ يَنْقَلِبُونَ

جزيل الشكر والتقدير لك اخي على هذا الموضوع وهذه القصة المؤثرة
تقبل تحياتي

سيدي العزيز مقالة جميلة ....ونقد لاذع
لكل منا قصة .....وقصة أبو الطرشي جوارينه ...
أدهى وأنكى ....يعيوني صار مسؤول وشوف عاد كام ينظر ويفكر باكل قوته .....
تحياتي