ليلة فــــــي قصر (عقلك قلمك )

السلام عليكم
ليله في قصر
في ذات مساء كنت مهموما وينتابني شعور بالضيق ففكرت في ان اذهب الى المراعي اتمشى قليلا واتفرج على الخضرة والطبيعه حيث اننا نسكن في منطقة ريفيه تحيط بها الغابات فخرجت من الدار وبدات بالسير باتجاه الغابات وفكري مشغول بالتفكير بما مرت علي من حوادث طيلة ايام حياتي فاتجهت لاشعوريا نحو الغابات في خطى ثقيله فاخدني الطريق الى التوغل عميقا داخل الغابه مر الوقت سريعا وانا سارح في افكاري التي لا اجد لها نهايه ولم انتبه على نفسي
الا حينما حل الظلام فقررت انه لابد لي من الرجوع الى المنزل ولكن واجهتني مشكله حيث كنت اجهل المكان المتواجد فيه فضللت طريق العودة فاحترت اي طريق اسلك للخلاص من هذه المشكله حيث بدت لي ان كل الطرق متشابهه ولاادري من اي جهه اسلك للرجوع الى المنزل وبينما انا في حيرة من امري اتقلب ينظري يمينا وشمالا واسلك هذا الطريق وارجع الى طريق اخر فقد اصبح الظلام دامس وصعبت الرؤيه علي فبدات اندب حظي العاثر الذي اوقعني في هذه المشكله وبينما انا في ذلك واذا لاح لي ضوء بعيد يتخلل بين الاشجار فاخذني الفضول لمعرفة ذلك الشيء او مصدر ذلك الضوء عسى ان يكون فيه خلاصي فاتجهت نحوه مسرعا وكلما تقدمت باتجاهه تتضح معالم ذلك الضوء
فاذا بي ارى قصرا شامخا تحيط به الاشجار من كل جانب ذا بوابة عاليه كبيرة جميلة الشكل فبدات اتقرب اليه اكثر فاكثر ثم وققت في الحديقة الخلفية للقصر وبحثت عن وسيلة للدخول إلى القصر
وفى إحدى جوانب ذلك القصر وجدت باب صغير فى الأرض يؤدى إلى السرداب ومن السرداب إلى داخل القصر
فحاولت فتح السرداب وبعد عناء طويل أستطعت فتحهدخلت داخل السرداب وما إن دخلت حتى أغلق الباب خلفي فانتابني خوف مما انا فيه فاذا بي اخذت اقنع نفسي ان الهواء هو الذي اغلق الباب سرت فى ممر طويل مظلم أستوطنته الفئران ونسجت عليه العناكب خيوطها ...
إلى أن وصلت إلى باب ضخم من الخشب وله مقبض من عاج وأستطعتفتح الباب بسهولة.. وما إن دخلت حتى وجدت أمامي رواق كبير به أفران ضخمة وغرف صغيرة أخرى وهى مكان إقامة الخدم...
وفى نهاية الرواق هناك سلم خشبى يؤدى إلى الطابق العلوى...
صعدت على ذلك السلم ومن تحت أرجلي اسمع صرير الخشب العتيق.. أتسعت عيناي من الإندهاش من روعة القصر الذى يجمع بين الطابع البوذى والطابع القوطى المرعب...
والآن دعونى أصف لكم المكان هو بهو كبير أرضياته مصنوعه من الرخام والمرمر والغريب ان القصر من الداخل لا يبدو عليه أثر القدم وكأن هناك من يعيش به بالفعل
وفى نهاية الرواق وجدت ساعة ضخمة معلقة فى إحدى الحوائط أندهشت من روعة تصميمها وضخامتها بالإضافة إلى عدد من اللوحات المعلقة حولها وكلها لدافنشى ورسامين أخرين من هؤلاء العباقرة الفنانين
ووجدت خمسة أعمدة فى هذا البهو وأمام كل عمود تمثال ضخم من الجرانيت لفارس يحمل فى يده سيف وتحت قدمه رأس مقطوعةفجأة أنطفأت جميع المصابيح وأشتعلت نيران الشعلات المعلقة فى كل جوانب القصر... هنا وجدت دخان كثيف يتصاعد من المدفأة التى كانت أمامي فى البهو، ورأيت التماثيل تتحرك حركة بطيئة فحاولت أن أطمئن نفسى هنا تحركت التماثيل مرة أخرى فلم استطع ان اتمالك أكثر من ذلك وفى هذه الأثناء كانت تماثيل تلك الفرسان قد تجمعت أمام السلم وأشهرت سيوفها فى وجوهي ورأيت بعض الرؤوس المقطوعة تتطاير نحوني حاولت أن أتمالك..
ولكن لم أكن أعرف ما الذى سوف أفعله ولكن كان لابد لى من مواجهة مصيرى المحتوم أياً كان هذا المصير...
فجأة ألقت تلك التماثيل سيوفها على الأرض وتنحت جانباً ورأيت شئ لم اكن اعرف ماهيئته فى البداية.. ولكن ما إن أقترب حتى عرفت ما هو هذا الشئ..اذا هو شبح انسان وهو مالك القصر... هنا ضحك الشبح ضحكة مدوية ثم قال: حسناً لن أؤذيك وأنت الليلة ضيف عندى وهنا رجعت كل التماثيل إلى قواعدها مرة أخرى وأصطحبني الشبح فى جولة فى قصر المهيب وهنا بدأ الذعر البادى علي يزول..
وبدأ الشبح يحدثني عن نفسه وكان يدعى ,,ادوارد,,وحدثني عن حياته السابقة التى عاشها وصعدت معه إلى الطابق الثانى وأخذ يحدثني عن أعماله التى قام بها وكيف إنه كان يعشق هذا القصر وقد فضل أن يموت فيه، ويدفن بأرضه.. وأخبرني أنه دفن فى الكنيسة الملحقة بالقصر..
هنا سألته ولكن ياسيدي كيف أصبحت شبحاً؟؟
هنا نظر الشبح إلي نظرة مخيفة فتراجعت إلى الوراء
ولكنه سرعان ما ضحك ضحكته المدوية وقال: لقد أحببت كل قطعة فى هذا القصر فهى جزء منى وفى السنوات الماضية بدأ بعض الشباب من عالمكم يتسللون إلى داخل قصرى ويقومون ببعض الطقوس المتعلقة بعبادة الشيطان فلم أسمح لهم بأن يتم ذلك داخل قصرى ففضلت ان أسكن داخل قصرى مرة أخرى بعد أن عقدت صفقة صغيرة لكى أصبح شبحاً، وبدأت أحارب كل من يأتى إلى قصرى ليقوم بتلك الطقوس الشيطانية...
أخذني الحديث مع الشبح وأثناء الحديث تفقدنا برج القصر المكون من أربعة طوابق وجلسنا فى شرفة الطابق الأخير حيث كان الشبح يحب أن يجلس لتناول الشاى..
وأخيراً أوشكت الشمس على الشروق فطلب مني الشبح الإستعداد للخروج من القصر وعدم العودة مرة أخرى وأخبرني إنه قد أستمتع بضيافتي تلك الليلة...
أستعددت للخروج من القصر، هنا أنفتح باب القصر على مصرعيه وخرحت من القصر وانا غير مصدق ما حدث بالداخل........
وعدت الى بيتي غير مصدق ما حدث...
وهنا أنتهت الليلة داخل قصر السيد ادوارد
أتمنى أن تكونوا أستمتعتم معى بقصتى هذه وألا أكون قد بعثت فى نفوسكم الملل...