تعودنا ومنذ نعومة اظافرنا ان نسمع خطب رنانة تدعو الى النصح وعدم الانجرار للرذيلة او عدم السير بطريق الحرام ويتخيل لرجل الدين ان مجرد النصح سنتغير وتتغير طبعنا
وبكل سهولة دائما تبدأ الخطب الرنانة بالنصح وتنتهي بالتوعد بالنار وانزال اقصى العقوبات الربانية
وباعتقادي ان هذة الطريقة تفقد الجانب العلمي للاصلاح الاجتماعي
ومن المضحك ان هذة الخطب تتشابه منذ مئات السنين لم تتغير وبنفس النكهة من النصح وتنتهي بالتوعد بالنار
ومن الغير ممكن معالجة اخطاء الانسان بالكلام فقط من دون دراسة للخلل والاسباب التي ادت الى الخلل ومن الغير ممكن ان نجعل من الخلل بالمجتمع شي طارئ يتغير بالخطاب الرنان
انا اعتقد لكل خلل اسباب وله طرق لمعالجتها علميا
فمثلا لايمكن ان تقول للسارق لا تسرق او ان السرقة حرام وان سرقت ستذهب الى النار فقط
يجب التحدث عن اسباب السرقة اومعالجة البطالة المسببة للسرقة او العوز المادي وبعدها نقوم ببناء جيل لا يعرف السرقة
انا هنا لا ابرر الفعل الغلط او المشين او الرذيلة بل بالعكس انتقد طرق العلاج بالخطب المملة
نحن كرهنا الخطب الرنانة التي اعتدنا على سماعها لدرجة اصبحنا نعرف محتوها من اول سطر
وانا اشمئز من تكرارها دون البحث العلمي والاجتماعي
الخطباء يطالبون بحلول سريعة ولحظية من اناس تعودوا على عمل شي يعتقدون انهم على صواب
هم يعتقدون ان الانسان كالعجين بامكانهم تغيره بمجرد الكلام
وكل هذا يؤدي الى اللا مبالاة وعدم الاكتراث بسماع الخطب حتى وان كان ذالك الانسان جالس يسمع
وهو بالحقيقة لا يسمع
بطبيعة الانسان يحتاج الى حلول منطقية تحاكي العقل وتقتنع باشياء تكون متمكنة ومنطقية ولها القدرة على التغير
فمن غير الممكن ان يتغير انسان بمجرد كلمات مثالية وهو لدية الاف الاسباب لعمل الخطأ
انا اعتقد لو تمكن الخطباء من مناقشة الاسباب لتمكنوا من كسب عدد كبير من الاذان الصاغية
لحد الان لم يتمكن الخطباء من تغير النهج الرنان للخطبة الى نهج تربوي اجتماعي علمي
لو تمكن الخطباء من الاعترف ان الخطأ لة اسباب ومسبابته واننا لا نعيش بمجتمع مثالي
لتمكنا من تغيير المجتمع من خلال الخطب الرنانة
