إلى راحلة

(يا أيتها النفس المطمئنة ارجعي إلى ربك راضية مرضية فادخلي في عبادي وادخلي جنتي)
(1)
سوداء كانت شمسنا في ذلك النهار
ولبدت سماءنا الغيوم
ما أمطرت ...!!
تواصلت زوابع المدينة العبوس
تلاشت الأصوات في هدوء
تسارعت أنفاسها ...
وشابها الشحوب
وخيّم الظلام..
ماذا دهاك يومها يا بلدة الإمام؟
تهاوت المآذن
تدثرت قبابك الخضراء بالقتام
تداعت الحشود
تساءلت:
من يا ترى يكون في المقام؟
من ذلك المتوج الجميع بالهيام؟
تراصت الصفوف
وصلت الوداع في خشوع
أتمت السلام
لك السلام
هل كان يا مسافرة لا بد من قيام؟
(2)
تسافرين؟
ويشق رسمك وحشة الدرب البهيم بلا دليل؟
تسافرين بغير ميعادٍ...
ولا وعدٍ بعودٍ في الأصيل؟
أترحلين وأنت خلفك حلم جيل؟
إليك - شمس يومنا -
يا هذه التي ذوت
من دون أن تمدنا بدفئها الخميل
يا وحشة الطريق حين تاهت الخطا
تدب فوق وجهه من غير ما دليل
يا حزننا النبيل
(سلام لك من أصحاب اليمين)
(سلام عليك في الخالدين)
(سلام عليك في الآخرين)
(3)
لكنما تذكري..
لا بد من رجوع
لا بد للأحاجيَ الدفيئة من رواة
من سامر الهجوع
لا بد للمقاطع الجميلة الإيقاع من شيوع
ونحن في انتظار
سنوقد المشاعل الشموع
نكفكف الدموع
وننصب القباب
ونرفع الأكف بالدعاء
لله أن يجود
أن يجعل اللقاء
في حضرة السماء
في جنةٍ شعارها الخلود.

(كرم الدين):66 (185):