العشق لايحلو بدون عراقي
أمسيتُ مضناً من وداع رفاقِ ... وتصعّدتْ نفسي الى الافاقِ
واذا بِحزنيَ والسماء تعانقا ...وأرى السحابَ مواسياً لفراقِ
سرّي الذي أخفَيتُه في داخلي... بلغ الوصول بغيضِهِ لِتَراقِ
فكتمتُه كي لايشيع على الملا... وترى العيون المغمضات براقِ
حتى تجاهلتِ العيون صفاؤه... وطفتْ على أحزانه اشواقِ
وعذوبةَ الفجر البهيج بقَطرِه... ِوبفرحةِ التخليصَ من إملاق
أنا ماؤُهُ لما أتاني ضامئا... ًتأبى المرؤة أن يغيبَ الساق
حيث الوفاء عرفتُه من تربِهِ ...ورويتُ من صحرائِهِ أخلاق
مهما اردتُ بان أسطر مجده ... نفذ المِداد وتنتهي اوراق
عَلَمٌ ويخفق فوق سارية عَلَتْ ...فوقَ الرؤوس وتلتوي اعناق
بحرٌ وتزخر بالعطاءِ أكفَّهُ ... أعرفتَ بحراً يبخل الانفاق؟؟
مرت به السبع العجاف بثقلها... فابى الركوع وللذرى مشتاقِ
يشتاقَ أن يحيا أبياً شامخاً ...رغم الظروف وزمرة الابواق
وعدتْ عليه بنو العمومة بعضهم ...بل كلهم.. قولا على الاطلاق
وأتوا اليه يضمدون جراحه ؟؟؟... زوراً فكلّهم من السُرّاق
ان الثكالى والارامل تشتكي... ظلم العروبة والجوار سواقي
وبكل دمعٍ من يتيم ٍجمرة... تكوي فؤاد المؤمنَ التوّاقِ
تلكَ الضَحايا شاهدات لفعلِهِم ...أشلاؤنا مُلِئَتْ بها أسواقِ
دهراً أنا النبع المعين لروحهم ...أروي العطاشى والكؤوس دُهاقِ
ونفوسهم شريرة إذ أُخفيَتْ ... وبيوم سَقطي جربوا إحراقي
وجعلتُ في داري فِراش منامهم ...أطعَمتُهم مما جَنتْ أطباقي
أعداء معروف وصحبة ماكر... وعلى طريق المنكرات سباقِ
تعساً لهم ولدينهِم وأمامِهم ... أفتى بقتلِ عوائلي ورفاقي
سأظل ألعَنُهُم الى اليوم الذي ...تحيا الخلائق في رضا الخَلاّقِ
وأخي الذي أخفى الرصاص بجيبِه ...وأتاني مبتسماً يريد عناقي
ما إن مددتُ يدي اليه أضمُه... حتى أستباحَ سلاحهُ أعماقي
ونسى بأن الرِحمَ يجمع بيننا ...ودماؤنا طوقا من الاطواق
وعدى بغدرٍ كي يقطّع هامةً ...كانتْ له الحصن المنيع الباقي
أنا حصنُهُ لما السنين تكالبتْ... ووضعتُه في موضعِ الاحداقِ
ورفعتُ عنه ظلامةً لاتنتهي ... إلاّ بسيفي والدماء تراقِ
واليوم إذا وطني تلملم جُرحَهُ... رَكِبَ الصِعابَ بأصلِهِ السبّاقِ
هذا بلاد أبو الأئمة حيدرٌ... وعلى ثَراهُ تُباركَ الارزاقِ
وبهِ الوجوهِ الباسِماتِ مَليئةً... والطِيبُ فَوّاحٌ بكلِّ زُقاقِ
الحُبُّ في الدنيا عراقٌ أسمه ... والعِشقُ لايحلو بِدونِ عِراقي
ابو حيدر الشريفي
22\8\2010
