شاهد آخر على قراصنة خور عبد الله
شاهد آخر على قراصنة خور عبد الله
كاظم فنجان الحمامي
شهادة أخرى لسفينة رابعة تعرضت للقرصنة والسطو المسلح ليلة أمس الأول في المنطقة الواقعة تحت حراسة السفن الحربية الأمريكية المعززة بالتقنيات الفائقة الذكاء, لكن ذكائها كان في إجازة تلك الليلة, أو أنها ربما كانت في غيبوبة, فالسفينة الرابعة التي اقتحمها القراصنة في الساعة 0400 كانت السفينة (ساغامور SAGAMORE), وهي سفينة أمريكية تجارية واصلت إطلاق نداءات الاستغاثة من صفاراتها وأنوارها في محاولة يائسة منها لإيقاظ الفرقاطات الأمريكية الغارقة في النوم العميق, فباءت محاولاتها بالفشل, ولم تفلح في إيصال برقياتها الفورية العاجلة إلى القطع الحربية التي لم تكن تشعر بما يجري حولها من اعتداءات متكررة على السفن التجارية المكلفة بحمايتها وحراستها, والتي لم تكن تبعد عنها سوى بضعة أميال, ومما يبعث على الدهشة ويثير عاصفة من عواصف التعجب والاستغراب أن الزوارق العراقية المنتشرة في شط العرب, والتابعة إلى آمرية خفر السواحل والمياه الداخلية, هي التي ألقت القبض على زورق القراصنة, وهي التي ضبطت المسروقات, وهي التي ستعيدها إلى السفن المنكوبة, على الرغم من انتشارها في منطقة تبعد نحو 100 كيلومتر عن مسرح الحادث, حيث جرى ضبط الزورق في منطقة السيبة مقابل عبادان.
وشر البلية ما يُضحك, فقد أرسلت السفينة الأمريكية (ساغامور) مذكرة عاجلة إلى المكتب الدولي لمكافحة القرصنة, وبينت في تقريرها كيف كانت سفن الأسطول الحربي الأمريكي تقف موقفا متفرجا على ما يجري أمامها من انتهاكات وتجاوزات سافرة, وهذه نسخة مصورة من مذكرة الاحتجاج ضد الأسطول الأمريكي صدرت من سفينة أمريكية تجارية, وشهد شاهد من أهلها ؟؟.
ختاما ألا تدعونا هذه الواقعة إلى إعادة النظر برفع جاهزية قواتنا والاعتماد عليها في التصدي لعمليات القرصنة المحتملة.
البصرة 9/8/2010
