ثقافة الارهاب الى متى ... ياعراق ؟؟؟

ثقافة الارهاب الى متى... ياعراق؟؟؟
كنت في السابق ومن خلال تتبعي لاحداث العالم عبر قنوات الاعلام المرئي والمسموع أسمع ان انتحاريا فجر نفسه على سفارة ما او سيارة مفخخة يقودها انتحاريا قد فُجرت على ثكنة عسكرية أو طائرة يقودها انتحاري قد صدمها في مبنى التجارة العالمي أو غير ذلك من الامور وكنت عندما اسمع او ارى مثل هذه الحوادث كان العقل يأبى ان يصدق مايرى او يسمع ويحاول – أي العقل – ان يجد تفسيرات وتبريرات وتاويلات لذلك , بل كان يرفض رفضا قاطعا ولو على نحو الفرض ان هناك من يفجر نفسه مهما كان الهدف او الغاية , بل الاكثر من ذلك كنت اقول ان هذا الخبر مبالغ به ربما ورائه اغراض سياسية او غير ذلك , والسبب في ذلك كله ان هذه الثقافة – ثقافة التفخيخ والانتحاريين - لم تكن موجوده في بلادي , نعم ان بلادي قد دخلت حروبا كثيرة استمرت سنوات طوال وتكبدت من خلالها الخسائر المادية والبشرية الكبيرة ولكن لم اسمع يوما ان عراقيا فجر نفسه ضد عدو , الا اننا اليوم وفي العراق الجديد – كما يعبرون - ... عراق الديمقراطية الامريكية ... عراق الاحتلال البغيض ... عراق التدخلات الاقليمية – عراق العملاء الانجاس – عراق المفسدين – عراق السُراق ... عراق الولاءات لغير العراق ... عراق شراء الذمم ... عراق الطائفيه المقيتة ... عراق القتل على الهويه ... عراق الاقاليم والفيدراليات ... عراق تهريب النفط ... عراق الكتل الكونكريتية ... عراق بفداد المناطقية ... عراق الدمار والخراب ... عراق المؤسسات الحزبية ... عراق حكومة تهريب الاعمال الى الخارج – عفوا تصريف الاعمال – نعم اليوم بدأنا نسمع بهذه الثقافات في بلاد الرافدين بلاد علي بن ابي طالب والحسين والعباس والكاظم وسامراء وبلاد الكيلاني وابي حنيفة بلاد نبوخذ نصر والرشيد وبلاد الحبوبي والفراهيدي وصفي الدين الحلي والسعدون بلاد دجلة والفرات بلاد اعرق الحضارات في التاريخ بلاد سومر واكد واشور بلاد اور وكيش .
هنا يجب علينا جميعا ان كنا عراقيين حقيقيين محبين لارض وسماء وماء وهواء هذا العراق ان نسأل انفسنا كيف جائتنا هذه الثقافات؟؟؟... ومن هو المسبب؟؟؟... ومالعلاج؟؟؟ ....
وهل نمتلك الشجاعة لقول كلمة الحق ولو كان الثمن الارواح والانفس مقابل ان يعيش العراق حرا امنا موحدا من شماله الى جنوبه ؟؟؟
يكفينا سكوتا على الظلم والضيم يكفينا قتلا واستهتارا بالانسان العراقي يكفينا ان نشجب ونستنكر فقط. في الامس كان السبت والاحد والاثنين والثلاثاء والاربعاء والخميس والجمعة الدامي , وتفجيرات اليوم التي طالت الابرياء من عمال نسيج الحلة الذين يجاهدون من اجل لقمة العيش يكدون الساعات والساعات من اجل حفنة من الدنانير لا تتعدى الـ100000 او 200000 دينار في الشهر وساسة عراق اليوم يقبضون رواتبا بالاف الدولارات ناهيك عن الارصدة في الخارج والقصور وقطع الاراضي على شواطئ دجلة والسفرات اليومية بحجة تطوير العلاقات الدبلوماسية مع دول العالم , ما ذنب هؤلاء يقتلون ؟؟؟ وما الجرم الذي اقترفوه لكي يذبّحوا بهذه الطريقة ؟؟؟ هل يعلم المالكي وصولاغ وعلاوي والمطلك والجعفري ومقتدى والحكيم والجلبي وعبد المهدي والطالباني والبرزاني وكل هؤلاء المفسدين وغيرهم ان عوائل هذه الضحايا لازالت تبحث في الجثث عن ضحاياها ولم تجدهم لحد الان , ماذا يقولون وكيف سيواجهون ربهم ان كانوا يؤمنون بالله – ولو انا اشك في ذلك – لانه لو كان لديهم ذرة من الايمان لاستقالوا وتركوا المنصب والكرسي وسلموه الى من هو افضل منهم واكثر وطنية منهم واكثر شرفا وكرامة منهم . واقول لهم مافائدة الكرسي الذي تتصارعون من اجله دعه يفيدكم والله ان التاريخ لن يرحمكم ... والله ان التاريخ لن يرحمكم ... سيحاسبكم التاريخ والزمن والايام على كل جرم اقترفتموه بحق الشعب العراقي وستطردون شر طرده الى حيث كنتم .
والله ان كل شهداء العراق سيقتصون منكم يوم الحساب الاعظم
والله ان كل قطرة دم سالت على ارض العراق ستحاسبكم
والله ان كل ارملة وطفل يتيم وام فقدت ولدها ووالد فقد ابنه سيقتص منكم
والله ان كل دمعة عراقي وعراقية انهملت على عزيز ستكون نارا تصلون بها
الله اكبر عليكم
الله اكبر عليكم
والجنان الخلد لشهداء العراق
وسيعلم الذين ظلموا أي منقلب ينقلبون