هيئة المسائلة والعدالة الايرانية

لانريد ان ندخل في سجال جدلي طويل حول شرعية او عدم شرعية هيئة اجتثاث البعث وتداعيات قراراتها الخطيرة التي اقنعت المشرعين العراقيين الى الغائها وتاسيس هيئة المسائلة والعدالة عوضا عنها.

لكن من المؤسف ان الهيئة الجديدة التي كانت تقريبا مجهولة حتى قرب موعد الانتخابات الماضية خرجت وفجرت قنبلة من الوزن الثقيل عندما قررت اقصاء اكثر من 500 مرشح للانتخابات.

المسألة طبعا كانت مدبرة من ايران لان هناك مكون سياسي قومي علماني لاتريد له ايران الوصول الى السلطة فاوعزت الى عملائها في هيئة المسائلة والعدالة باقصاء المرشحين البارزين والذين كانت لديهم حظوظ قوية في الفوز.

شكرا لله ان قائمة الممنوعين تقلصت من اكثر من 500 الى 55مرشح بعد ان كسب الكثير من الممنوعين حكم الاستئناف والا فانها كانت يمكن ان تؤدي الى عواقب وخيمة.

لم تنجح التدخلات الايرانية قبل الانتخابات لتغيير الكفة لصالح احزاب وحركات معينة بل اتت النتائج مخيبة لآمال ايران في ايجاد حكومة ضعيفة موالية لها.

ومرة اخرى دفعت ايران هيئة المسائلة والعدالة الى السطح لتقصي سياسيين عراقيين فائزين لحساسيتها المفرطة من وطنيتهم وتعارض افكارهم مع افكار التطرف الاسلامي الايراني.

اخواني اخواتي

يخطيء من يعتقد ان معركتنا مع ايران انتهت انها تمر في مرحلة اخرى مختلفة بعض الشيء عن مرحلة الثمانينات. حاولت ايران ان تصدر ثورتها بقوة السلاح والحرب التقليدية لكنها غيرت تكتيكها بعدما فشلت في فرض افكارها بالقوة.

التكتيك الايراني الجديد لتصدير الثورة اكثر خطورة من السابق فالتكتيك السابق كان عبارة عن حرب جبهوية تقليدية ساعدت على توحيد العراقيين بدلا عن تفكيكهم. اما التكتيك الحديث فهو عباره عن اختراق النظام السياسي من الاعلي واستصدار القرارات التي تخدم المصالح الايرانية.

الكل يعلم ان ايران تدعم وتدرب ميليشيا عراقية وقد استعملتها وتستعملها لابتزاز خصومها من القادة العراقيين متبنية سياسة العصا والجزرة او مبدا الثواب والعقاب (اطلب ماتريد مقابل العمالة او تقتل اذاما رفضتها)

هذا ماادى الى خضوع هيئة المسائلة والعدالة للابتزازات الايرانية وامتثالها لاوامر الحرس الثوري الايراني واصدار قرارات جائرة لاقصاء اعداء ايران في العملية الديمقراطية.

واخيرا مالم نتحد ونقف جميعا بوجه ايران ومخططاتها التوسعية وجهودها لتصدير نظامها الينا ليحل محل الديمقراطية الوليدة, لن تدعنا ايران بحالنا وسوف لن يهدأ لها بال الى ان تحول العراق الى ضيعة تابعة لها.