ماذا ينتظر العراقيون بعد..؟!!
ماذا ينتظرون بعد أن لوثوا أصابعهم بالحبر البنفسجي ..!!
وبعد أن حملوا أقدامهم – ليس لقراءة سورة الفاتحة كما إعتادوا خلال الأعوام السبعة الماضية- ولكن لإختيار ما إعتبروهم ممثلين لهم في ما يسمى ( مجلس النواب ) !!
ألم تكفهم السنوات السبع العجاف التي مرت عليهم منذ إحتلال بلدهم وتدمير كل ركائزه السياسية والإقتصادية والعلمية والإجتماعية والثقافية ؟!!
وماذا ينتظر العراقيون من مجموعة من السفهاء الذين يضحكون بكل صفاقة في لقاءآتهم في مجالس المساومة غير عابئين بهذا المواطن الذي ضغط على نفسه وأعصابه وذهب يدلي بصوته لهؤلاء المتضاحكين الذين يستهينون به في هذه الإجتماعات الملوثة ولا يعيرونه أي إعتبار لأن الذي يشغلهم هو الحصة التي سوف تحصل عليها كل قائمة فائزة من القوائم الأربع ( ولا أقصد هنا الحصة التموينية )؟!!
ماذا ينتظر العراقيون من مخلفات الحكومة السابقة غير الإستهانة والإذلال والإستلاب وأن تغيرت بعض الوجوه التي لن تختلف في قباحتها عن الوجوه السابقة التي عجزت عن تقديم أي شيء مفيد للمواطن سوى القتل وشبح الموت المرعب الذي يخيم على أرض العراق !!
ولكن العراقيين مازالوا ينتظرون اللاشيء ..!!
وكأنهم فقدوا الإحساس بالذل والمهانة .. فقدوا عزة النفس والكرامة والإباء .. فقدوا الرجولة والفروسية بحيث وصلوا إلى مرحلة الخنوع التام لمن لا يستحق أن تنحني له ولا حتى النظر إليه ..!
أهــــؤلاء هم العراقيــــون الذين يعرفهم العالم..؟!!
" أهؤلاء الذيـن الكـونُ ضـاءَ بهـم وعلموا الأرضَ طرّاً كيف تعتـدلُ "
" ومن أعانوا ، ومن صانوا، ومن بذلوا ومن جميع الورى من مائهم نهـلوا ؟ "
ولكن لا..!!
فالعراقيون ليسوا كذلك وصفة الخنوع لا تنطبق على العراقيين لأنهم خير الأنام على وجه البسيطة :
" وخيرُهُم إنهم سيــفٌ..مروئَتُهُم غمدٌ له..والتُقى.. والحُلمُ والخَجَـلُ "
" وهم كبارٌ .. مهيباتٌ بيــارِقٌهُم شـمٌّ خلائقُهُـم ، خيّالُهُـم بطـلُ "
لا يخفضون لغيرِ اللهِ رؤوسَهُــم ولا ينامـون إذا أطفالُهـم جَفَلــوا "
إذن أفرغوا صناديق الإقتراع وأعيدوا إلينا أصواتنا التي تورطنا – ضمن حساباتنا الخاطئة – ومنحناها لكم لأنكم لا تستحقونها على الإطلاق ، ولكم أن تتصرفوا بالصناديق الفارغة..!! وقوموا بالمزايدة عليها أو إعادة تصديرها إلى الخارج من حيث أتت !! أوأعطوها للمواطن ليستخدمها كصناديق قمامة ..!!
ودعونا نبحث عن دكتاتور عادل يستطيع أن يعيد إلينا العراق الذي أضعتموه ويعيد إليه الحياة دون أن يساوم عليه مع دول الجوار .. وتباً للحرية وللديمقراطية وللشفافية الملوثة بآلاف العارات والتي تتلفعون بها كما يتلفع الحمار (بالبردعة )!!
أما أنتم أيها العراقيون فلا تنسوا المطالبة بإعادة أصواتكم إليكم لأنها أثمن من أن تمنح لهؤلاء المسوخ :
" فديتُكُم أنتم الباقـون .. راحلـةٌ هذي المسوخُ كما آباؤهم رحلـوا "
ولكن تبقى نقطة مهمة وحساسة في وسط هذه المتاهة وهي :
من الذي ورط العراقيين ( الاغلبية) وخدعهم لكي يعيدوا انتخاب نفس الوجوه الفاسدة والفاشلة ؟
انه السستاني ! نعم فهو الذي امر طلبة الحوزة بتعطيل الدروس والتوجه الى كافة شرائح المجتمع لكي يحثوهم على انتخاب القوائم (الكبيرة) وعدم انتخاب القوائم الصغيرة او المستقلين تحت ذريعة عدم تشتيت الاصوات فهل سينفع العراقيين تجميع اصواتهم للفاشلين ؟ وماذا جنوا وسيجنون من هذه الشلة العفنة ؟ غير الدمار والفشل والفساد ام ان العراقيين صاروا العوبة بيد السستاني يقلبهم كيف يشاء وهذه هي النتيجة . فليطالبوا السستاني بأصواتهم التي باعوها للمخادعين ، فهل لدى العراقيين الجرأة للمطالبة بأصواتهم ام انهم سيسكتون كما سكتوا طوال السنين التي مضت ؟
