الخطأ فيـــ الحبــ ~ قصة بقلمي ~ حــ ســ ا نــ

السلام عليكم

الخــطـأ في الحب

ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ


الحب جنة من الجمال والبراءة والصفاء في وسط صحراء الكذب والتصنع والكبرياء ... وقد يكون هائجا كالبحر حين تكون على شاطئه ، يقذفك بأمواجه بكرم فائق ... يستدرجك بلونه وصفائه وروعته ولكن حين تلقي بنفسك بين أحضانه لتبحث عن درره يغدر بك ويقذفك في أعماقه ، ثم يقذف بك وأنت فاقد لإحساسك ، فالحب بئر عميق اشرب منه فقط ولكن احترس ان تقع فيه ... فإياك وان تخطأ في الحب ...



طاهرة فتاة كالملاك من شدة نقائها كالشمس لروعة جمالها تبلغ من العمر عشرين سنة طالبة في كلية الطب ، عيونها عيون آلمها ، تسحر من يراها ببراءة وجهها المفعم بالطفولة . تعشق الحب ... فكم هو سعيد من ستقع في حبه . تملك كتلة من الأحاسيس المرهفة ، قلبها ابيض كبياض الثلج ... لذا يمكن ان نقول ان طاهرة اسم على مسمى ... لكن عيبها هو إنها ترى كلما حولها خير ولا تظن ان الشر موجود في الدنيا ، تتصور ان الحياة كالأفلام والمسلسلات ولا تعرف في حياتها سوى الحب ... الحب فقط .



وفي احد الأيام حيث كانت طاهرة في جامعتها تلقت اتصالا من والدتها تخبرها فيه ان حالة والدها الصحية قد تدهورت جراء إصابته بنوبة قلبية وهو يريد رؤيتها لـ ألا يموت قبل ان يراها . جنت طاهرة لا تدري ماذا تفعل ، بدأت تركض وتركض - وكان الجو في ذلك اليوم غائما ً – لم تفكر حتى ان تستأجر سيارة للوصول الى البيت . وفجأة أظلمت الدنيا وبدأ المطر يسقط بغزارة وطاهرة مازالت تركض ولم تنتبه لبقعة ماء أمامها في الشارع فسقطت على الأرض ، وإذا بالناس تجمعوا حولها ليقيموها فأقترب منها شاب وسيم طويل اخضر العينين ابيض الوجه أشقر الشعر يدعى foraten.net/?foraten.net/?foraten.net/?foraten.net/? يبلغ من العمر واحد وعشرون سنة ، طالب في كلية الهندسة . فأقامها من الأرض وهي في حالة يرثى لها فكانت تبكي وتصرخ وحملها الى سيارته قاصدا إيصالها الى المستشفى لأنه كان متصورا ان بكائها وصراخها كان بسبب سقوطها . لكنها اخبرته عن قصة والدها وطلبت منه ان يوصلها الى بيتها – وهي لاتعرفه اصلا – فكان ما أرادت .



وصلوا الى البيت وكانت الصدمة بانتظارها فوجدت ان أباها قد فارق الحياة . ما أصعب هذا الموقف ... فقدت طاهرة الوعي ودخلت في غيبوبة لمدة عشرة أيام فقد كانت شديدة التعلق بوالدها فهي كانت تعتبره كل حياتها وكل مالها وتتمنى ان يكون حبيبها يحمل ولو ربع صفات والدها .



وأما ماهو غريب فهو موقف foraten.net/?foraten.net/?foraten.net/?foraten.net/? فهي لم تعرفه من قبل وهو أيضا لكنه لم يفارقها طيلة مدة بقائها في المستشفى ... فماذا يسمى هذا ؟ شفقة ام استلطاف ام إعجاب ام حب من أول نظرة . فحتى والدتها ظنت انه من زملائها في الجامعة .

وبعد عشرة أيام فاقت طاهرة من الغيبوبة لتجد foraten.net/?foraten.net/?foraten.net/?foraten.net/? أمامها وكان شعورها تجاهه هو نفس شعوره تجاهها لذا فأعتقد انه كان حب من أول نظرة .

ساعدها foraten.net/?foraten.net/?foraten.net/?foraten.net/? على الخروج من محنتها فأصبح بالنسبة لها أخا ً وأبا ً وصديقا ً وأخيرا ً كان لها حبيبا ً وعشيقا ً . فقالت ذات يوم ان الله اخذ والدها وعوضها بـ foraten.net/?foraten.net/?foraten.net/?foraten.net/? .

أحست طاهرة وكأنها ولدت من جديد وانتقلت الى تلك الوحدات الضائعة من الطهارة والنظارة والشعر والموسيقى لكي تستمتع بعذوبة تلك الذكريات الجميلة والتائهة في ميدان الروتين اليومي الفظيع .

لكنها وللأسف وقعت في خطأ الحب . عشقت foraten.net/?foraten.net/?foraten.net/?foraten.net/? بكل جوارحها ، سلمت له قلبها وجسدها فنامت معه ... وهنا تبدأ الفظاعة والبشاعة .



من اجل لحظة استمتاع خسرت طاهرة كل شيء وياليت هذا مرَّ مرور الكرام وتكلل بالزواج .

وكانت ثمرة هذا اللقاء طفل بريء لا نعرف إذا كان سيرى النور ام لا ... وحتى ان رآه بعد تسعة أشهر لا أظن انه سيراه مستقبلا لان مجتمعنا الذي نعيش فيه مجتمع متخلف لم يقدر الحب ولن يقدره .

بعد ان علمت طاهرة إنها حامل طلبت من foraten.net/?foraten.net/?foraten.net/?foraten.net/? ان يتزوجها وقد كان هذا صعب عليها فمن الصعب على الفتاة ان تطلب من شخص ان يتزوجها لان هذا اكثر مايجرح الكرامة لكنها كانت دائما تقول : (( الحب كالحرب يمكن ان تشعلها بسرعة ومن الصعب ان تخمدها وفي الحب ننسى كرامتنا )) . وان ما شجعها على طلب ذلك هو حب foraten.net/?foraten.net/?foraten.net/?foraten.net/? الجنوني لها – حسب ما كانت تظن - . لكن رده كان الصدمة الكبرى لها فقد رفض ذلك ، رفض بعد ما اخذ منها كل شيء وتحجج بأسباب ليس لها من الصحة أساس . فقد كان يقول انه يريد ان يكون نفسه وليس له قدرة على فتح منزل ولا يستطيع ان يتحمل المسؤولية ومن هذا الكلام فهذا هو حال شباب اليوم يلعبون بقلوب وعواطف وأحاسيس ومشاعر الناس يظنون ان بنات الناس لعبة بأيديهم .

فاللوم على من هنا ؟ على هذه الفتاة المسكينة والتي تستحق ان نقول لها غبية فقد كانت سابقا أميرة وأصبحت ألان حقيرة . ام على هذا الشاب الذي وكما يقول انه ضحية ظروف .

لم تعد طاهرة طاهرة كما كانت ، أنهت حياتها جراء تصرفها اللاعقلاني . كيف ستستطيع ان تقابل مجتمعنا هذا ؟ ماذا ستقول لابنها عندما يكبر ؟

فهذا هو الخطأ في الحب فالحب المجنون يجعل الناس وحوشا لكن وللأسف في الحب لا نعرف الاخطاء ، إلا عندما يبتعد فيكون الندم لمن عرفوا الحب . وماذا ينفع الندم ؟

بقلم : حسان

26 – 2 – 2010

ششششششششششششككككرا لك
على هذه القصة الرائعة
تحياتي

اتمى انــ تنالــ اعجابكمــ
HASSAN

اهلا" وسهلا" بك يا حسان

بداية موفقة معنا
نتمنى لك التواصل الدائم وها انت تتحفنا بقصة رائعة

شكرا" لك

فائق مودتي وتقديري

شكرا
هذا من ذوقك

قصه رررررررررررائعه ومؤثره

قصه جمييييله جدا
سلمت اخي ودام ابداعك تقبل مروري مع خالص تقديري