آه ,,آه عندما نفتقد وجودا لشخص مهم ,,لقريب ,,لحبيب,,لروح كانت ترافقنا ,,سنوات عمرنا الماضي ,,وندخرها لسنوات عمرنا القادم,,إنهم كالطريق الذي لا يمكن أن نخطو بدونه خطوه واحده ,,إنهم كالشمعه التي لا نريدها ان تكف عن الاضاءه ,,رغم أننا ندرك انها تذوب بين أيدينا لتشرق آفاقنا المظلمه بدونهم,,,
هاهم يمضون ,,هاهم يرحلون,,يعبرون نفس الطريق,,طريق السفر الكئيبه والتي سنسلكها يوما ما لنلتقيهم مره اخرى,,
هاهي الارض تجف ,,هاهي الرياح تكف,,هاهي العيون تمطر في وسط الخريف الذي يصفر بافتقادهم,,أوراق عمرهم الخضراء تساقطت وثمارها قطفت قبل موسم الحصاد,,,
كانوا البستان والحديقه,,المواسم والايام,,المحراث الذي يبذر الامل في نفوسنا,,الخير الذي ننتظر ان نجنيه,,كلماتهم ,,
لمساتهم ,,أصواتهم ,,وقفاتهم,,حتى دعواتهم ,,تزرعني كشجره بل كنخله فارعه أمام قسوة الفصول وعواصف المحن ,,
ياه,,كم كانوا انقياء كالثوب الأبيض ,,كقطعة جليد براقه تحت الشعاع,,كقطرة ماء نقيه من زمزم,,كضحكة طفل تدوي في
صفحة النور,,,
ودعتهم دون وداع,,عندما إستحال الوداع ,,فالرحله كانت بدون حجز ولا موعد ولا حتى كرسي في طائره أو عباره أو حافله,,لا تذاكر ولا أسماء ,,لا تاريخ ولا قسائم ,,لا هويه ولا طابور ,,لا محطه ولا قطار,,ولا حتى حضور,,رغم أنه كان
أطول
سفر,,رغم أنه أصعب رحيـــــــــــــــــــــــــــ ـــل,,,رغم البكاء رغم الدموع,,,لا تلويح بالايدي ,,لا شيء يحملوه معهم للذكرى
لا شيء ,,لا رقم هاتف محمول,,لا إميل,,لا عنوان بريد ,,ولا أي وسيلة اتصال,,,تطمئننا عنهم,,تذكرنا برنة أصواتهم,,بموجة ضحكاتهم,,بأشياء أخرى ,,لا تكون أبدا إلا لهم ,,وبهم ,,ومعهم,,
حتى رسائل sms موقوفه ,,وخدمة الصور والوسائط,,حتى لو (شحنت المحمول بمليون ريال)لا رصيد يكفي أو يغطي
مجال لحظه ...مباشره للحديث معهم..أو لمجرد السلام عليهم,,,يااااااااااااااااااااا ه
ياااااااااااااااااااااله من سفر بعيد,,بعيـــــــــــــــــــــ ــــــــــــــــــــد,,بعيــــ ـــــــــــــــــــــــــــــد ,,لا نستطيع حتى توديعهم
بكلمة((ترجعوا بالسلامه)),,,وأي سلامه؟؟؟وأحشاؤنا يقطعها غيابهم السرمدي الحزين,,,
ولكني بالرغم من ذلك اليأس القاني المدامع,,,سأدعوا بالسلامه لذكراهم الناصعه,,ولصورتهم الشامخه على قمم
المحبه,,ولجمال مشاعر كانت ترسم لوحة فنان بوجودهم حولي,,
سأدعوا بالسلامه لعبقهم الحي بداخلي,,لأريج أنفاسهم الذي علمني كيف يكون الصبر على محن الحياة المتكالبه,,,
سأدعوا بالسلامه لمرور طيفهم المشرق في ظلام وحدتي..كلما حل ليل الكآبه,,,
سأدعوا بالسلامه عندما يبرق سنا لأسمائهم بذهني فيتلاحق بالبرق رعد مايلبث ان يمطر حنينا وأشواقا لهم في غيابهم
المجدب من الفرح المتعطش للقاء,,,
سأدعوا وادعوا وادعوا ,,,لهم...فهم من علمني أن الدعاء هو أجمل وسيلة إتصال بريدها الحب وشبكتها تغطي كل المدى
حتى ذلك المدى البعيـــــــــــــــــد المختفي الذي يحتلهم ويفصل مابيننا وبينهم ,,,
ولن يتوقف دعائي لهم ,,,إلا في اللحظه التي تصادف لقائي المحتوم وليس أجلي المحتوم,,,فلقاء الاحباب بدايه لا نهايه
لكن البعد عنهم هي نهايه ...لاجل مسمى,,,
لا نهايه ابدا لتواصل القلوب,,ولا لأمد الوفاء,,,هم يسكنون فينا,,فكيف نودعهم؟؟؟كلا ,,لم يرحلوا ولكن توقفوا قليلا
ليستريحوا تحت ظل شجره إسمها (الموت) تتدلى أرواحهم الزكيه على عناقيدها... كلما حركتها رياح الجنه هفت للحظة
الوصول,,,ينظرون إلينا من مكانهم المرتفع,,يومؤون لنا دون ان نراهم ولكن لعلنا نشعر بأنهم فعلا معنا ,,,
سنكف أحيانا عن البكاء ..ولكن ليس دائما فالحزن خط بقلمه القاني صفحة اقدارنا,,لكن ليس بالدموع وحدها سنتذكرهم
بل بأشياء أخرى أنقى من الدموع...واجمل من مجرد الذكرى,,,سنبقيهم معنا ..بجانبنا..حوالينا...سنحملهم بين المحاني
حيثما ذهبنا..سنصفهم مع الكتب..وسنزرعهم مع الورد..وسنكتبهم خواطر...وسنسقيهم بالدعاء..وسنناديهم بالحب..
وسنودعهم في المحطات مع من نودع كلما إعتزمنا السفر...سنقفل عليهم الأبواب كلما خرجنا لمشوار صغير..وسنسلم
عليهم كلما عدنا..وسنمسح الغبار من براويز الصور من فينه الى اخرى...صورهم المليئه بها أدراج حياتنا ورفوفها..
ولن ننسى ان نأخذهم معنا في نزهه قصيره على الشاطيء..وفي الممرات والأزقه..والشوارع والساحات..والأسواق
والمساجد..
وفي كل مكان سنرسم اطيافهم المحلقه بيننا في صمت يقهقه بحواسنا المترعه بالوفاء..الصادقه في الوعد..بان لا ننساهم..ابدا..أبدا..ابدا..
وسنقول لهم شكرا..فأنتم من يستحق الوفاء..لانكم انتم ذاتكم من علمنا الحب ...ولولاكم ..ماشعرنا يوما وانتم بيننا
بالم رحيلكم عندما رحلتم...
مما ارق لي
