حينما شرعت في كتابة موضوع هممت بأخذ القلم من جيبي
فإذا بي وكأن القلم يناديني لا تفعل سألت نفسي من يناديني لأن أتوقف عن الكتابة تجاهلت الأمر وأدخلت يدي في جيبي ثانية وإذا بي اسمع نفس الصوت يخرج من جيبي تحققت من الأمر وإذا به القلم هو من ينادي
سالته : ولماذا لا تريد أن تكتب ما أطلبه منك ؟
أجاب : لقد أعددت نفسي لحوار معك فهل تسمح لي بذلك
قلت: أسمح لك ولكن لماذا تريد الحوار
قال : أحب ان أشاركك فيما تكتب
قلت له : ها أنت تشاركني في كل حرف اكتبه قبل أن تجري الحوار معي
قال : صحيح لكن أريد أن أكون على بينة مما أخطه ولا يتأتى ذلك إلا بالحوار معك
قلت له : لك أن تسال كما تشاء وأنا على أتم الإستعداد للإجابة
فبدأ الحوار معي بهذا السؤال
متى بدأت الكتابة ؟
قلت له : منذ أن حملتك في جيبي وأنا أكتب
سألني : ما أجمل موضوع كتبته ؟
قلت له : انت أعلم مني بذلك فأنت تحصي كل ما أكتب
قال لي : إجاباتك غامضة لذا لا أرى جدوى للحوار معك
قلت له : ما رأيك أن أكون أنا من يحاورك ؟
قال : حبا وكرامة
بدأت معه باسؤال الآتي :
كيف تبدوا لك الكتابة ؟
أجاب : بها أحيا وبدونها أموت
سألته : بأي لون يسيل خطك ؟
أجاب : لكل موضوع لون
الألوان الزاهية للمواضيع التي يكون طابعها الفرح والسرور
والألوان القاتمة للمواضيع التي يغلب عليها طابع الحزن والكآبة
سألته : أيعجبك ما تخط من مواضيع ؟
أجاب : ليس كل ما أخطه يروق لي فهناك مواضيع ركيكة أكون مجبرا على خطها إذعانا لكاتبها وفي المقابل هناك مواضيع أتمنى أن لا تختم قبل أن يجف مدادي لأنها غاية في الإبداع
سألته : كيف ترى وجودك معي ؟
أجاب : تفرحني إذا أخرجتني من جيبك لأخط ما تطلبه مني ويحزنني طول المقام في جيبك
وفي الختام
سألته : ما هي أمنياتك ؟
أجاب : أن أستخدم في خط كل ما فيه رضا ربي وتسطير كل ما يعود على البشرية بالخير والصلاح وأن لا أستخدم في تمزيق وحدة المسلمين فهذا يزعجني كثيرا إلا أني وكما قلت لك سابقا أكون مجبرا لتسطير ما يريده مني الكاتب فإن كان ذلك الكاتب خيرا فسأسطر له الخير وإن كان سيئا فسأسطر له الشر والعياذ بالله
وفي نهاية الحوار ودعت ذلك القلم بالحفاوة التي إستقبلته بها ومن ثم أودعته في جيبي
