جهاد الاوغاد

فاجعة اخرى تحل ببلدي, لا ادري ماذا اقول و من اين ابدأ, جريمة اخرى ترتكب بحق ابناء بلدي و الضحايا بالمئات, الابرياء قتلوا, ازهقت ارواحهم و انتهكت حرماتهم بدون ذنب اقترفوه او جريمة ارتكبوها, ذنبهم الوحيد انهم عراقيون خلقهم الله في هذا الزمان الاهوج الذي اصبح فيه ازهاق الروح الانسانية اسهل من شربة ماء, شهداء الثلاثاء الاسود كسبة, طلبة, موظفين, جيش, شرطة, نساء و اطفال و شيوخ سرقهم الموت من شوارع بغداد التي تحولت بفضل الاوغاد الى ساحات للحرب. خمسة انفجارات متتالية ضربت معشوقتي بغداد, ارسل الاوغاد خمسة من بهائمهم المفخخة لتفجير اجسادهم النتنة وسياراتهم المفخخة في مناطق الميدان و الدورة و القاهرة و الكرخ و النهضة مخلفة اكثر من 97 شهيداً و 174 جريح, أن ماحدث و يحدث في شوارع بلدي يدل على ضعفكم و جبنكم و افلاسكم الفكري ايها الاوغاد. جريمة اخرى يندى لها جبين كل حر تضاف الى انتصاراتكم, مبروك لكم مقاومتكم الشريفة و جهادكم اللعين, لقد فزتم بالخزي و العار يامن لطختم اسم الدين و عثتم في ارض السواد الفساد, يامن احرقتم الاخضر و اليابس بأسم الدين مرة, و الجهاد ثانية, و المقاومة ثالثة, و الاحتلال رابعة, و خامسة , و سادسة و سابعة, الخ من المسميات التي مللنا سماعها و التي سوف لن تنطلي على احد منا.
إن ما يحدث في بغداد الحبيبة من قتل و دمار إنما تقف وراءه جهات مشبوهة اتفقت في مخططاتها و أهدافها الإجرامية على تخريب البلد و القضاء على شعب العراق، في ظل الفوضى و التدهور الأمني و التناحر السياسي الذي سهل ومهد لارتكاب مثل هذه الأعمال الإجرامية.
نحن بحاجة الى وقفة عراقية نسترجع بها وحدتنا و تلاحمنا ليرى العالم منا ارادة لا تلين و إصراراً على تغيير الواقع المرير و بناء عراقنا المستباح من قبل بهائم القاعدة و حمير المليشيات و كلاب العصابات الاجرامية. على حكومة السيد المالكي التحرك بسرعة لتجنيب الشعب هذه الويلات و تسمية الجهات و الدول المتورطة فيها و خاصة و أن وتيرة هذه التفجيرات ستتصاعد مع قرب موعد الانتخابات, اقول للمسؤولين كونوا جريئين واعلنوها صريحة اسماء الدول وحتى لو كانت الاقرب الينا, ثم قاطعوهم واغلقوا سفاراتهم واستنفروا المجتمع الدولي لايقاف نزيف الدم العراقي.
أقول للآثمين المجرمين الذين يرقصون على أشلاء العراقيين الأبرياء و جثثهم, هينئاً لكم فوزكم, لقد دخلتم التأريخ بصولاتكم و جولاتكم و اجرامكم بحق المدنيين العزل, سوف تتذكركم الاجيال و من يقف ورائكم و يحرضكم و يجندكم و يأويكم بكل معاني الخسة و الدناءة و الخزي و العار.
اللهم ابعد عن شعبنا الفتن والمحن، و تقبل شهدائنا الابرار بواسع رحمتك و اشفي جرحانا إنك انت السميع المجيب.