انقاذ الصحافة الحرة

حذرت الجمعية العراقية للدفاع عن حقوق الصحافيين، احدى منظمات المجتمع المدني المعنية بالدفاع عن حرية الصحافة والاعلام من ان حرية الصحافة في العراق تمضي صوب منزلق خطير بعد ان فقدت معاييرها وحريتها بسبب غياب القوانين وعدم اتخاذ تدابير من قبل السلطات لحماية ارواح العاملين في هذا المجال والحفاظ على انسيابية حركة الاعلام والصحافة في البلاد
ووفقا للتقرير، فان العاصمة بغداد تأتي في المرتبة الاولى بالنسبة للمناطق الاخطر لعمل الصحافيين في عموم العراق تليها محافظة نينوى مؤكدا ان جميع الجرائم تم تسجيلها ضد مجهول ولم يتم التحقيق فيها مما سمح لقتلة الصحافيين بالافلات من العقاب. واضاف التقرير «ان عدم وجود تشريع قانونى ينظم عمل الاعلام في العراق خلق حالة من الضبابية في العمل الصحافي وجعل الكثير من الصحافيين يقعون ضحايا لاجتهادات بعض المسؤولين »، موضحا ان هناك دعاوى رفعت ضد صحافيين تحت حجج واهية منها نشر اخبار غير صحيحة، مما يعني أنه بالامكان استهداف الصحافيين من قبل اي جهة
ان النظام الدكتاتوري الذي سيطر على العراق عملت جاهداُ على خنق الصوت الذي ينادي بالحرية و حق اجهزة الاعلام في انتقاد السلطة و حول جميع اجهزة الاعلام الى دمى يتحكم فيها النظام لتزيين صورته و التعتيم على جميع الجرائم التي يرتكبها النظام بحق الشعب و لاجل طمس معالم الحقيقة.
لعبت الصحافة في العراق علنية و سرية دوراً مهما في المسيرة الوطنية وفي تنمية الوعي الاجتماعي المدني لدى فئات واسعة من العراقيين، وحاول السياسين المختلفين لجم الصحفيين، وتعرض بعضهم للسجن والنفي والتعذيب واختفى دون معرفة مصيره بسبب قناعاتهم بان واجبهم هو تبديد المظالم التي أحاطت بكل العراقيين.
وبعد سقوط النظام البعثي، انفتح الفضاء أمام الاعلام العراقي ليكسر الحصار الذي دام طوال أكثر من 35 عاماً و اصبحت حرية الكلمة امرا من المسلمات و تصورنا جميعا بان العمل الاعلامي و الصحفي سوف يودي الى رصد المظاهر السلبية و العمل على اجبار السلطات على تحسين خط سيرها, لكننا نلاحظ ان المأساة تتكرر بطرق ووحشية و اشد تجاه بعض الصحفيين والإعلاميين لشراء ذممهم وعزلهم عن شعبهم او التخلص منهم بطريقة او اخرى.
لقد تم تسجيل وتوثيق كثير من الخروقات والاعتداءات التي جرت لعدد من الصحفيين والإعلاميين في العراق منذ 2003 وحتى اليوم إذ قتل منهم الكثيرعلى أيدي مسلحين ومليشيات خلال تواجدهم في أماكن وقعت فيها انفجارات وخضع الصحفيون العراقيون لعمليات اختطاف وتعذيب بقسوة ووحشية وأصيب بعضهم بعاهات دائمة قبل الإفراج عنهم ولا يزال بعضهم مجهول المصير جرى كل ذلك للصحفيين في العراق وهم يحاولون نقل الواقع والأحداث في بلد أصبح تحت المجهر الإعلامي العالمي.
حاليا غدت الاتهامات بـ (الخرق الصحفي) نصيب مَـنْ يتساءل عن جدوى تلك الإجراءات أو يسلط الضوء على الفضائح و فساد الذمم والضمائر والامتيازات الخاصة لذوي الشأن الحالي وعوائلهم، وتردي الوضع الأمني والاختراقات التي تصاحبه و سوء الخدمات، والبطالة و يتحول الصحفي الذي ينبه عن خطأ هنا أو هناك خصماً ينبغي تهديده و التخلص منه أو إحالته للقضاء بتهمة التشهير"
ودعت الجمعية السلطات المختلفة في العراق من اجل التحرك سريعا وبشكل عاجل لايقاف عمليات الاعتقالات والحجز والمقاضاة ضد الاعلاميين في سبيل الوقوف مع العاملين في هذا المجال المهم والدفاع عنهم أمام القضاء.
ان وسائل الاعلام الحر هي الرقيب الذي سوف يبقي الحكومة تحت المجهر و يضمن عدم التجاوز على القانون و الدستور لذلك على الشعب باكمله ان يعمل لاجل دعم صحافة حرة همها الاوحد هو مصلحة العراق.