القصةالكاملة لهروب سجناء القاعدة

تفاصيل قصة هروب سجناء تكريت تكشف عن تواطؤ عناصر في السجن وجهاز مكافحة الإرهاب في صلاح الدين

شؤون سياسية - 24/09/2009 - 5:29 pm

http://almalafpress.net/archive/news/news1253802501.jpg
صورة من ارشيف
بغداد/واشنطن/باريس\الملف برس:
في تطورات لاحقة لقصة هروب السجناء الخطرين من (مبنى مدرسة للدارسات الإسلامية) كشفت معلومات أدلى بها مسؤولون عراقيون عن احتمالات كبيرة لوجود تواطؤ مسبق بين السجناء وبين مسؤولين في السجن وجهاز مكافحة الإرهاب في محافظة صلاح الدين. وإذ جرت إعادة القبض على السجين معمر عبد السلام مهدي، صدر قرار بطرد العقيد محمد صالح الجبوري مسؤول جهاز مكافحة الإرهاب في المحافظة.
وقالت الأسوشييتد برس إن 5 من السجناء المرتبطين بالقاعدة ممن ينتظرون حكم الإعدام، و11 من زملائهم السجناء كسروا سجناً في مدينة تكريت مسقط رأس الرئيس السابق صدام حسين، فأعقبت ذلك مطاردة ضخمة -يوم الخميس- بحسب مسؤولين عراقيين.
وأكدوا فرض حظر التجوال الكامل في المدينة التي يقطنها نحو 250,000 نسمة، بعد هروب السجناء مباشرة، حوالي الساعة 11:15 ليلاً من يوم الأربعاء. وقد نصبت نقاط تفتيش في مختلف أنحاء مدينة تكريت والمناطق التي تحيط بها، والطرق المؤدية إليها، طبقاً لما قاله ضباط شرطة في تكريت بشرط عدم الكشف عن هويته لأنه لم يكن مخولاً لمناقشة عملية مطاردة السجناء مع وسائل الإعلام.
وكان السجناء قد احتجزوا بتهم عديدة من بينها الإرهاب، والاختطاف، والقتل، وأغلبيتهم لهم مرتبطون بتنظيم القاعدة في العراق، بحسب تأكيد ضابط الشرطة. والبعض منهم كان ينتظر قرار الحكم عليه، لكن 5 منهم، يـُتوقّع الحكم عليهم بالإعدام بسبب إدانتهم بتنفيذ عمليات إرهابية..وأوضح ضابط الشرطة أن واحداً –يبلغ ألـ19 من العمر- من هؤلاء الخمسة، كان قد قبض عليه في وقت مبكر من يوم الخميس في بلدة تقرب من تكريت.
ولم يعلق الناطق العسكري اللواء عبد الكريم خلف على مسألة احتمال صلة السجناء الهاربين بالقاعدة، وقال فقط ((إن 6 من السجناء المدانين الهاربين يُعدّون خطرين))، فيما كان ضباط الشرطة قد أكد أن السلطات، قد وجدت أنبوباً محطماً في حمام ساحة السجن، الذي استخدمه السجناء الهاربون –كما يبدو- لفتح النافذة التي فروا منها.
ولم يعط اللواء خلف أية تفاصيل عن السجناء، أو عن الكيفية التي هربوا بها، لكنه قال إن السلطات، قد وزّعت ملصقات تتضمن صوراً فوتوغرافية عن الهاربين في المدنية التي تقع على بعد 130 كيلومتراً شمال بغداد.
كما جرت في الوقت نفسه مراقبة مشددة في الحدود العراقية، وفي أنحاء مختلفة من شمال شرق البلاد، طبقاً لتأكيد اللواء خلف. وحسب ضابط الشرطة، فإن السلطات المحلية في محافظة صلاح الدين –مركزها مدينة تكريت- قد طردت العقيد محمد صالح الجبوري، رئيس جهاز مكافحة الإرهاب في المحافظة. وقال الضابط إن مسؤولين في جهاز مكافحة الإرهاب المسؤولين عن أمن السجناء، اعتقلوا بتهمة التواطؤ مع الإرهابيين.
وقالت ناطقة باسم المحافظة (فاتنة عبد القادر) في توضيح لها بهذا الشأن أن لجنة شكلت للتحقيق في كيفية هروب 16 سجيناً، وما إذا حصلوا على أية مساعدة من منتسبي السجن. ولم ترغب الناطقة بالتعليق على قرار طرد العقيد الجبوري، لكنها بيّنت أن القضية تتعلق بعملية هروب السجناء الخطرين.
وأوضحت الأسوشييتد برس أن مبنى السجن الذي يعدّ مكاناً مؤقتاً للاحتفاظ بالسجناء، جرى إنشاؤه في واحد من مباني قصور صدام. وكان السجناء معتقلون في مبنى مدرسة سابقة للدراسات الإسلامية، محاطة بجدار كونكريتي كبير مضادة للتفجيرات، وبأبراج للحراسة.
وقالت الوكالة إن إدارات سجون العراق المكتظة بالمعتقلين والنزلاء والمحتجزين ومسؤولي النظام القضائي، يواجهون مصاعب كبيرة في معالجة ألوف من المحتجزين الذين سُلمّوا الى السلطات العراقية هذه السنة من قبل الجيش الأميركي، طبقاً لمتطلبات الاتفاقية الأمنية المبرمة بين الولايات المتحدة والعراق.
وكانت جماعات حقوق الإنسان، بضمنها منظمة العفو الدولية، قد قالت إن الظروف داخل السجون العراقية (مروّعة). وفي وقت مبكر من الشهر الحالي، مارس نزلاء في سجن أبو غريب أعمال شغب ليومين. وطالبوا بظروف أفضل، واستبدال حراس السجن الذين اتهموهم بالمعاملة السيئة. وكان سجن أبو غريب قد أغلق بعد فضائح ارتكبتها القوات الأميركية، وأعيد استخدامه بعد أن سيطرت عليه السلطات العراقية في شهر شباط الماضي.
من جانب آخر أوضحت وكالة فرانس برس أن السجناء الهاربين ألـ16 استطاعوا إزالة نوافذ حمام السجن في تكريت، واستخدموا سُلّماً في تسلق جدار السجن، بحسب وصف مسؤول عراقي، رفض التعريف بنفسه.
وعلمت الوكالة أن السجين الذي أعيد القبض عليه واسمه (معمر عبد السلام مهدي) كان قد أمسك به جنوب تكريت في بلدة العوينات. وبيّنت مصادر في الشرطة العراقية أن السجن يقع تحت مسؤولية وزارة الداخلية، وأن السجناء نقلوا إليه في وقت سابق من يوم الأربعاء. ومعروف أن السجون في العراق تُدار في العراق من قبل وزارات العدل والداخلية والدفاع.
وأخبر مسؤول كبير في قيادة العمليات الأمنية بمحافظة صلاح الدين وكالة فرانس برس أن الهاربين ربما يكون قد تلقوا مساعدة من مسؤولين في كادر السجن. وقال: ((من الواضح هناك تعاون مع مجموعات محددة، هي التي ساعدت في عملية الهروب. ومن المحتمل أن يكون واحداً من المسؤولين في السجن هو الذي ساعد الهاربين)). لكن المسؤول رفض الكشف عن هويته لمراسل الوكالة.

المصدر : الملف برس/وكالات - الكاتب: الملف برس