الوطنية والفساد والنفط.
أنا أتفق كلياً مع إنتهاج مبدأ الدبلوماسية وتحسين العلاقات مع دول الجوار، لكن النفاق الذي يظهره بعض من قادة الدول المجاورة تجاه العراق يتعدى الوصف. وهنا أتكلم بالطبع عن الزيارة التي يقوم بها رئيس مجلس الشورى ألإيراني علي لاريجاني الى العراق.
فيوم ألأربعاء قال لاريجاني بوقاحة إن "ايران تدعم وبشدة العملية الديمقراطية في العراق وأنا أهنأ الشعب العراقي لإيجادهم السبيل الى الديمقراطية".
وبدء ذا بدء نتسائل، هل للاريجاني علاقة بالديمقراطية؟ وهل أن أيران بلد ديمقراطي؟ كلنا نعرف الإجابة، ولكن أؤلئك الذين يريدون المجادلة حول ذلك الموضوع عليهم الذهاب لإستشارة الكذاب ألأعلى في أيران آية الله علي خامنئي والمواطنين الإيرانيين الذين يواصلون المجازفة بحياتهم إحتجاجاً على التزوير في نتائج الإنتخابات التي أعلنتها ايران في حزيران.
ومن السخرية أن يأتي مسؤول ايراني الى العراق ويقول "إن الشعب العراقي يدعم برلمانه لأنه منتخب وليس معين." فماذا يسمي لاريجاني إئمة المساجد في إيران الذين أطلقوا على خامنئي لقب دكتاتور؟ وماذا يقول عن البعض الذين يقولون أن نجاد رئيساً معيناً؟ أعتقد أن شخصاُ ما وضع عصابة على عيون لاريجاني حينما إنتقد المملكة العربية السعودية ضمناً في مؤتمره الصحفي في بغداد قائلاً " بعض البلدان التي اتجهت لدعم الإرهاب وتوجيه ضربات لهذا البلد بحجة محاربة الأميركيين والإرهاب، لكنها في الباطن تحب الأميركيين."
قد يكون رئيس البرلمان الإيراني غافلاً لحجم المتسللين ألإيرانيين الذين يعبرون حدودنا ويفعلون كل مايستطيعون لزعزعة إستقرارنا ولإبقائنا ضعفاء والتأثير على سياساتنا وإستنزاف ألأموال المخصصة لصناعاتنا الوطنية لتأسيس شركات وهمية الهدف منها تمويل نشاطات المليشيات المسلحة التي تدعمها إيران في العراق. وقد يكون لاريجاني قد تناسى الجهود التي تبذلها إيران لتخريب صناعتنا النفطية وأفتراءات إيران حول عائدية حقول مجنون النفطية. أو قد يكون تغافل عن ذكر الجهود الإيرانية في قطع المياه عن أراضينا من خلال بناء السدود أو تحويل مسار نهر الكارون لحرماننا من المياه وتجفيف أهوار العراق. وقد يكون قد غاب عن مسامعه المضايقات التي تمارسها القطع البحرية ألإيرانية ضد صيادينا في المياه ألإقليمية الدولية وحتى داخل مياهنا الأقليمية. وهل تناسى لاريجاني الجهود الإيرانية لتهريب كل شيء الى العراق من الأسلحة الى المخدرات. أوقد يكون تناسى ايضاً جهود إيران للتأثير وحتى تمويل العديد من المنظمات السياسية الشرعية داخل العراق.
قد يكون لاريجاني قد تناسى ذلك، وقد يكون غير ذلك.
إخواني وأخواتي، نعرف جيداً ماهو السبب الذي دفع لاريجاني لتلك الزيارة الى العراق وهو محاولة إصلاح الشرخ الذي حصل بين إيران وبعض ألأحزاب الشيعية في العراق لتقوية موقف إيران في تحديد ملامح السياسة العراقية. لذلك فعندما يعبر لاريجاني عن " أسف الجمورية الإيرانية عن الهجمات التي حصلت مؤخراً في العراق وإن الشعب العراقي سيقطع أيادي الإرهابيين والمحتلين" فعلينا أن لا نأخذ بكلامه. وانا هنا أشجع جميع العراقيين أن لايعيروا إهتمام لما يقوله ذلك المنافق. علينا أن نكون حديين مع لاريجاني ونجعله يفيق من أكاذيبه.
