عذرا ليس لدي ثقة بنفسي
في البداية حري بنا ان نتعرف على مصطلح الثقة بالنفس ؟؟؟
هل هي الجراءة الزائدة ؟؟
هل هي الوقاحة ؟؟؟
اذ انني عندما اكون وقحا مع الاخرين فهذا يعني انني ثقتي بنفسي عالية؟؟؟؟
وعندما اخذ ما اريده وبالقوة ؟؟؟
هل هي سلب حقوق الاخرين؟؟؟
ام هي التعامل بقلة ادب مع الاخرين؟؟؟
فاذا كانت هذه هي الثقة بالنفس فانني اجيب
"عذرا ليس لدي الثقة بنفسي"
فليس لدي ثقة بنفسي كي اخذ ما اريده بالقوة
وليس لدي ثقة بنفسي كي اسلب حقوق الاخرين
وليس لدي ثقة بنفسي كي اتعامل بقلة ادب مع الاخرين
وليس لدي ثقة بنفسي ان اضع نفسي في موقف بحيث انني اتعرض لكلام بذيء او قول مشين قد يسيء الي والى اسمي
وعند ذاك ادير ظهري له
بسبب... ان .. ثقتي بنفسي عالية ولا شي يهمني بعد ذلك
اتذكر عندما كنا في المدرسة والكل يعرف رفعة العلم في يوم الخميس والنصائح الغالية التي تقدمها المديرة لنا ..اتذكر يوما انها قالت بناتي ديروا بالكم على نفسكم ..البنية مثل عود الشخاط لازم تكون حذرة بكل تصرفاتها
ولحد الان كلمات مديرتي الغالية ترن في اذني ودائما ارددها على مسامعي ....
فكلمة واحدة كفيلة بان تدمر سمعة واسم فتاه لها من الثقة بنفسها القدر الكافي ....ولكن ما فائدة الثقة بالنفس هناك
فعدما اسير بالشارع وتعرض احد عديمي الاخلاق لي بكلمة ..فلدي القناعة باني لن ارد عليه ..ليس ضعفا ...ولا خوفا ...ولا قلة ثقة بالنفس
ولكن.....
اخلاقي....تربيتي... تمنعني من ذلك "اذ ان القرين بالمقارن ينسب"
وليس كل من في الشارع يعرفني ولكنني اعرف نفسي جيدا
وفوق ذلك فان هنالك من يعرفني ويراني ...نعم انه الله ....
وهو مطلع على كل اقوالي وافعالي وتصرفاتي
اذ انني قبل ان اتفوه باي كلمة لي او علي.... يجب ان اضع مخافة ومراقبة الله لي نصب عيني
في كل قول او فعل او حتى فكرة تطرا على بالي
فعندما يجابهني شخص بقلة ادب فهل ان تجاوزي له يعتبر ضعف وانعدم الثقة بالنفس
ام ان وقوفي ومجابهتي له وبنفس الاسلوب يعتبر ثقة عالية بالنفس؟؟؟
تقول الحكمة "لا تتحدى شخصا لا يمتلك شيئا ليخسره"
اما انا وانت وانتي ممن نحترم انفسنا فلدينا الكثير لنحافظ عليه من الخسارة في مقابل مواجهة او تحدي نحن في غنى عنها
لدينا ديننا ....لدي اخلاقنا ... لدي اسمنا....لدي مبادئنا ...لدي احترامنا لانفسنا
فاذا اردت اتحدى شخصا فانني اتحداه في علم ....في معرفة ....في ادب ....في حكمة
ولكن في في امور قد تحط من قدري ..ومن اسمي.....
عذرا فانا هنا ليس لدي ثقة بنفسي
وعليه
فان الثقة بالنفس هي الترفع عن كل فعل او قول دنيء عندما تتوفر القدرة على الرد عليه وبنفس الاسلوب ولكن الذي يمنع هو ..
الدين .....الادب ...الاخلاق ..التربية
والثقة بالنفس هي تحملي للمسؤولية وقدرتي على مواجهة الصعاب بارادة وعزم عاليين
والثقة بالنفس قول وعمل واعتقاد ..ثلاثة محاور اساسية في شخصية الانسان ان وجدت فهذا شخص واثق بنفسه
والاهم من ذلك كله ان اساس الثقة بالنفس هي الثقة بالله في كل صغيرة وكبيرة فما أحوجنا اليوم إلى هذه الثقة لنعيد بها توازن الحياة المنهار...
وعليه صارت لي قناعة كبيرة ان قمه الثقه بالنفس هي عدم الثقة الزائد بالنفس !!!!!!
ليس عدم الثقة بقدراتي او امكانياتي
بل على العكس لدي الثقة بنفسي على انجاز اصعب المهامات بعد التوكل عليه سبحانه
قال تعالى"ومن يتوكل عليه فهو حسبه"
ولكن عندما يجرحني شخص بكلمة لدي قناعة بانني لا امتلك الثقة بالنفس كي اردها اليه وهذا ليس ضعف..... اذ انني استطيع ان اردها اليه وبالمقابل هذه ليست قوة !!!!
قال النبي الاكرم صلى الله عليه واله"ليس الشديد بالصرعة انما الشديد من يملك نفسه عند الغضب"
فمثلما لديه لسان لدي لسان وقد يفوقه ببراعة الكلام
ولكن القوة هي عندما اتجاوز افعال واقوال الاخرين المشينة بالخلق الحسن وبالترفع عنها وعن كل ما قد يؤدي اليها
عند ذلك يفرحني ان لا تكون لدي ثقة بنفسي
فالثقة بالنفس هي الفرق بين الإقدام و الخوف , وليست الفرق بين الادب والوقاحة
فتقديرك لنفسك له أثر كبير علي تقدير الناس لك.
قد تكون الثقة العالية بالنفس سببا في الهلاك او حصول ما لا تحمد عقباه ....
شاهدت مره على التلفاز برنامج عن جنون المغامرين ممن وصلت ثقتهم بانفسهم حد الجنون حيث قام احد البهلوانيين بالسير على حبل ... بين بنايتين شاهقتين في الارتفاع وبدون وجود شبكة النجاة اسفل منه
ولكن شائت الاقدار ان تزل قدمه ويسقط ويرتطم بالارض !!!!!!
وهذه نتيجه ثقته العالية بنفسه
وحتى في عالم الانترنت او كما احب ان اسميه بالعالم الافتراضي فهو عالم غير حقيقي على الرغم من ان الاشخاص اللذين نتعامل معهم ونقرا مقالاتهم ومشاركاتهم ونرد عليها بالسلب او الايجاب هم اناس من لحم ودم
ولكنهم...
مجهولي الهوية ...مجهولي الجنس..مجهولي اللون...مجهولي الانتماء
ولكنني برغم ذلك كله اتعامل معهم على اساس احترامي لذاتي وعلى اساس ثقتي العالية بنفسي وبتصرفاتي .. لا على اساس ما يقولون او يكتبون
قد اتعرض لموقف لا يروق لي
وقد اسمع كلمة لا تعجبني
قد اُسب وقد اُشتم أُللعن...
بالمقابل استطيع ان اسب واشتم واللعن واتفوه بشتى العبارات الغير لائقة واللااخلاقية ...وعلى اساس ان الذي اسبه واشتمه لا يعرفني ولا يراني
ولكنني اعرف نفسي واثق بها واحترم ذاتي وفوق كل ذلك هنالك من يعرفني ويراني ويسمع قولي
قال تعالى"ما يلفظ من قول الا لديه رقيب عتيد"
فثقتي بربي تملاء قلبي ..ورضا الله يكفيني
فالمهم ان يرضى علي ربي خير من ان يرضى علي عبد ربي
وعليه ساغير عنوان مقالي الى
“ثق بالله قبل أن تثق بنفسك أو بغيرك”
