كان المنتخب الياباني الذي خاض منافسات كأس العالم ألمانيا 2006 FIFA يفخر بأنه يضم اثنين من أعظم لاعبي خط الوسط في تاريخ آسيا، هما هيديتوشي ناكاتا وشونسوكي ناكامورا. ولكن بعد اعتزال الأول عقب انتهاء البطولة أصبح الثاني يحمل على كاهله حملاً ثقيلاً.
وبقي هذا الأمر حتى ظهر سميُّه كينجو ناكامورا، فوجد فيه أخصائي الركلات الحرة البالغ من العمر 31 عاماً خير معين. والآن يستعد الثنائي ناكامورا للعمل جنباً إلى جنب ليصلا بمنتخب بلدهما إلى دور الستة عشر في جنوب أفريقيا 2010.
الآسيوي العظيم
ليس شونسوكي مجرد لاعب ممتاز، بل إنه يتمتع أيضاً برصيد هائل من الخبرة في الملاعب الأوروبية. فقد بدأ رحلته هناك مع نادي ريجينا عام 2002، واستمر معه حتى عام 2005 ثم انتقل إلى سيلتيك. وعاش ناكامورا مع النادي الأسكتلندي فترة من أزهى فترات حياته الكروية، تألق فيها على ملاعب دوري أبطال أوروبا UEFA وساعد النادي على الفوز بلقب الدوري الأسكتلندي ثلاث سنوات متتالية. كما نال ابن مدينة يوكوهاما في موسم 2006/2007 لقب أفضل لاعب من الإتحاد الاسكتلندي لمحترفي كرة القدم ولقب أفضل لاعب من الإتحاد الأسكتلندي لكتاب كرة القدم.
ويقول اللاعب الذي عاد الآن إلى ناديه الأول يوكوهاما مارينوس وهو يتذكر أيامه في جلاسكو: "أعتقد أنني اكتسبت المزيد والمزيد من القوة هناك. لم أتمكن من لعب كرة القدم بطريقتي في ريجينا بسبب أسلوبهم السريع المندفع، ولكني تحررت من ذلك الضغط في اسكتلندا. وكان زملائي في سيلتيك لاعبين على أعلى مستوى، ومكنني ذلك من الإستمتاع بأسلوبهم في التمرير والحركة."
وقد وصف جوردون ستراتشان، مدرب ناكامورا في سيلتيك، اللاعب الياباني قائلاً: "إنه واحد من أبرع صانعي اللعب الذين رأيتهم." وهو محق في ذلك، فإذا كان ناكامورا يشتهر ببراعته الفائقة في تنفيذ الركلات الحرة، والتي أحرز من خلالها هدف اليابان الأول في مرمى أستراليا في ألمانيا 2006، والهدف الذي فاجأ به مانشستر يونايتد في دوري الأبطال في العام نفسه، فإنه يتميز أيضاً في صناعة الفرص الخطيرة لزملائه بتمريراته الدقيقة وكراته العرضية المتقنة.
وفي العام الماضي غادر ناكامورا اسكتلندا لينضم إلى إسبانيول، ولكنه سئم الجلوس على مقعد البدلاء في كاتالونيا، فحزم أمتعته وعاد إلى مسقط رأسه ليلعب في صفوف يوكوهاما أف مارينوس الذي خطا معه أولى خطواته في عالم الإحتراف. وهو واثق تمام الثقة في قدرة محاربي الساموراي على تحقيق نتائج ممتازة في جنوب أفريقيا 2010 أمام هولندا والدنمارك والكاميرون في المجموعة الخامسة.
وهو يقول في هذا الصدد: "لقد لعبنا مباراة ودية مع هولندا في شهر سبتمبر/أيلول الماضي وخسرنا 3-0. كان الهولنديون أقوياء بالفعل. والكاميرون لديها صامويل إيتو على الجبهة الأمامية. ولابد أن الدنمارك ستكون أقوى كثيراً من الفريق الكرواتي الذي لعبنا ضده في أولى مراحل كأس العالم ألمانيا 2006 FIFA. سوف تكون مهمة صعبة، ولكني أؤمن بأن اليابان قادرة على أن تفاجئ العالم. وهدفنا مازال كما هو: الوصول إلى المربع الذهبي."
مشهور في آسيا، مجهول في الخارج
لاعب ياباني آخر يستحق المشاهدة في جنوب أفريقيا هو كينجو ناكامورا، البالغ من العمر 29 عاماً والذي قضى مسيرته الكروية كلها مع نادي كاواساكي فرونتال.
ويتخذ ناكامورا في أدائه من لاعب برشلونة وأسبانيا السابق جوسيب جوارديولا قدوة له، وإن كان مدرب اليابان تاكيشي أوكادا يطلب منه أن يلعب دوراً أقرب للدور الذي يلعبه عادة ستيفين جيرارد. وإذا طبق المدرب البالغ من العمر 53 عاماً طريقة لعب 4-2-3-1 في كأس العالم كما هو متوقع، يمكن أن يلعب ابن مدينة كودايرا في مركز خط الوسط الدفاعي أو كواحد من صانعي الألعاب الثلاثة. ولكن أينما كان موضعه في الخطة، فإنه غالباً سيدهش الجماهير غير الآسيوية التي لا يعرف معظمها مدى قدرته على تزويد زملائه بالتمريرات الممتازة ولا قوة تسديداته بعيدة المدى.
وقد قال كينجو لموقع FIFA.com في شهر ديسمبر/كانون الأول الماضي: "لسنا خائفين من أي فرق كبيرة، حتى الهولنديين. عندما لعبت اليابان ضدهم في سبتمبر/أيلول الماضي، لعبنا بصورة ممتازة في الشوط الأول، وصنعنا فرصاً أكثر منهم، وكنا أكثر سيطرة."
الأمر الأكيد في النهاية هو أن اليابان في سعيها لتحويل خسارتها 3-0 إلى فوز على المنتخب البرتقالي ستعتمد كثيراً على الثنائي ناكامورا.
