وحدك جعلتني اعلم..
ان الحب الحقيقي..لا أبجدية له..
لأنه اكبر من كل الأبجدية التي قد تكتبه
" حبراً على ورق "

حين يصبح الحب اكبر من ابجديتنا..
تصبح الكتابة فشلٌ..وسقوط..وإنهزام..
تصبح اصابعنا عاجزة عن الكلام..
وتصبح أقلامنا اكثر توغلا في الصمت..

حين يصبح الحب اكبر من حروفنا..
تصبح محابرنا فارغة اكثر..
ومساحات اوراقنا..بيضاء اكثر..
لا حبر يلون الصفحات..ولا كلمات تسكن السطور..
فراغ يحتل كل زوايانا.. وكل اماكننا الورقية..
ما عدا القلب..
قديما قرأت..
ان الحب هو المحرض الاول للحبر..
هو الدافع الاول لشتاء عاصف على الاوراق..
لمشاعر تحترق بين السطور..
لرغبة تترك الجسد لتنام بين حنايا كتاب..

قديما ظننت..
ان الحب هو الملهم الاول لكل كاتب..ولكل راوٍ..ولكل شاعر..
وان القلب حين ينبض..يجبر اي قلم على الانهمار والانسكاب..دون توقف..
كالشلال..كالطوفان..كالاعصار..

قديما توهمت..
ان الحب لا يستطيع ان يبقى محبوسا في القلب..
وان القلب لا يستطيع استيعاب حجم الحب..
فيرحل نحو المحبرة..
وينطلق نحو القلم..
ويتبعثر على الاوراق..ويسكن السطور والاماكن..والمقاعد الورقية..

قديما كنت..وما زلت..
حين اقرأ كل كتاب..
ابحث داخله عن قصة حب سكنت النص..
وعبثت بالكاتب لدرجة اجبرته على البكاء من محبرة سوداء اللون..او ربما رمادية اللون..

وجئت انت..
لتغير لي قناعاتي..كلها
وتغير لي افكاري..كلها
وتمنحني قناعة جديدة..
اسمها
" الحب بدون ابجدية "..

جئت انت..
لتُعلمني..
ان الحب حين يكون عميقا..لا نستطيع ان نكتبه على السطور..
ولا نستطيع ان نمارسه على الورق..
يجبرنا على الهروب من ابجديتنا..
يرغمنا على الصمت حتى امام محابرنا الممتلئة..
يمنع اصابعنا من الكتابة..ويمنع مشاعرنا من الانطلاق بعيدا عن القلب..
يحرضنا على الانغماس به اكثر..دون ابجدية ترافق انغماسنا هذا..

امامك..وامام اوراقي الفارغة من المداد ..
اقول..واعترف..

ربما لأنك اصبحت ابجديتي ..
فلم اعد احتاج الحبر...
وربما لأن قلبك اصبح الورق الذي اكتب بداخله كل ما احتاج..
فلم اعد احتاج المحبرة..

فوحدك..عرفت كيف تحول حبري ليكتب فقط " لك "
في محبرة ابجدية لا تعترف سوى " بك "

" احبك اكثر"