تدق الساعة لتشير العقارب إلى الرابعة مساء.. ومعها قلبت ريم آخر صفحة لتظهر كلمة تمت.. بدأت ريم تمسح دموعها وتطلق تنهيدة عميقة لم تدم طويلا فقد قطعها صوت جرس الباب .. ذهبت ريم لترى من الطارق.


ريم: من الطارق ؟!


مرحبا أنا عبدالعزيز ابن عمك ومعي بطاقة لكم .



فتحت الباب وبادلت ابن عمها التحية ثم قالت وهي تبتسم:

مبارك يا عبدالعزيز هل هذه بطاقة زواجك ؟!



ضحك عبدالعزيز ثم أردف يقول :

لا ... لا أريد الزواج ألان فما زال الوقت مبكرا بالنسبة إلي ولكن هذه البطاقة تخص أختي أمل والعاقبة لكِ بإذن الله.



اختفت الابتسامة بشكل مخيف وجحظت عينيها فقد تسمرت ريم في مكانها من هول ماسمعت ولم تعد تعرف بماذا تجيب وقد بدء ذلك واضحا على وجهه ... فهم عبدالعزيز الموقف بسرعة ثم لم يلبث أن قال برتباك:

استميحكِ عذرا يا ريم فلدي الكثير من البطاقات ولابد أن أقوم بتوزيعها بأسرع وقت ممكن إلى اللقاء .



انصرف عبدالعزيز بكل هدوء ولم تزل ريم مذهولة من هول ما سمعت ولم تستيقظ إلا على صوت أمها وهي تقول :

ريم... من هناك يا ابنتي ؟؟



أقفلت ريم الباب وهرعت إلى الداخل وقد بدا الشحوب ظاهرا على وجهها استوقفتها أمها قائله:

ماالذي حل بكِ يا ابنتي ؟؟!! لم أنت شاحبة هكذا ؟؟!!! ومن كان الطارق ؟؟!


أجيبيني يا ابنتي فقد تجمد الدم في عروقي



لم تتمالك ريم نفسها فتفجرت عيونها بالدموع وهي تحتضن أمها قائله:

لقد نفذ عمي ما وعد به وسيقوم بعقد قران أمل بعد شهر واحد من ألان وهاهي البطاقة.... أتصدقين ما يحدث يا أماه أتصدقين هذا ؟!!



تفاجات ألام بالخبر ولم تنبس ببنت شفه فتابعت ريم حديثها بمرارة وهي تقول :

كم هو قاسي القلب..... كم هو قاسي القلب



بدأت دموع ألام تتساقط على وجنتيها... وبنبرة الأسى والحزن أخذت تقول :

لا تخبري خالد بأي شي هل هذا مفهوم ؟!



هزت ريم رأسها وقالت:

بكل تأكيد يا أمي لن افعل اطمئني .




لم تكد ريم تتم عبارتها حتى فتح باب المنزل ودخل الأب وبرفقته ابنه البكر عامر..... اصابهمها الذعر عند مشاهدة ألام تبكي وهي تحتضن ريم أسرعا إليهما وبدا وابل من الاسئله يطرح

ماذا حدث ؟ ولماذا تبكون ؟! أأأ خالد بخير ؟؟!!!!



لم تستطيع أي واحدة منهما الإجابة فقط اكتفت ريم برفع البطاقة فتناولها عامر بسرعة واخذ يقرائها ثم لم يلبث أن قال :

لا حول ولا قوة إلا بالله .... لا حول ولا قوة إلا بالله .. اعلم خالد بالأمر؟؟!



لم يكد ينهي كلامه حتى صرخت ألام قائله:

لا... لم يعلم وبكل تأكيد لن نخبره .




جلس الجميع وعلامات القلق والحيرة تعلوا وجوههم فقطع صوت عامر حاجز الصمت قائلا:

لابد أن يسافر خالد إلي أي مكان في هذا الكون ريثما ينتهي هذا الزواج.



رحب الجميع بالفكرة وطلبوا إلى عامر أن يقوم بطرحها على خالد... فوافق عامر دونما تردد.



انصرف الجميع كلا إلى غرفته .. التقطت ريم البطاقة من على الطاولة ثم ذهبت إلى غرفتها وأغلقت الباب خلفها وهي ماتزال تذرف الدموع وتقول :

ترى ماالذي سيحل بخالد أن علم بالأمر ؟؟!!!




لم تكد ريم تجلس على كرسي المكتب خاصتها حتى سمعت طرقات على باب غرفتها

ريم: من هناك ؟؟!



أنا خالد يا ريم ممكن ادخل ؟!



ارتبكت ريم وفتحت درج المكتب بسرعة ووضعت البطاقة و أغلقته وهي تقول:

انتظر لحظه من فضلك



خالد: حسنا



أخذت ريم تمسح دموعها بسرعة ثم لم تلبث أن التقطت إحدى الروايات وبدأت تتظاهر بالقراءة وهي تقول:

تفضل يا خالد




فتح خالد الباب ودخل وهو يقول :

كيف حالـ........





لم يتم عبارته حيث شاهد بقايا الدموع وسط عينيها فنتفض قالا :

ماذا حدث ؟ ولماذا كنتِ تبكين ؟!!!



أشاحت ريم بوجهه وهي تقول:

لا شئ يا خالد لم أكن ابكي



خالد: كيف لا وعيناك محمرتان وأثار الدموع لا تزال على وجنتيكِ ؟!




ريم: حسنا كنت ابكي بسبب الرواية هل استرحت ألان ؟؟!





ضحك خالد قليلا ثم قال :

كم أنتِ حساسة وعاطفيه يا ريم ألهذه الدرجة تؤثر بكِ الكتب والروايات !!!



ثم أكمل ضحكته الساخرة




نظرت ريم إلى خالد وأخذت تقول في نفسها لو كنت تعلم ما السر الحقيقي وراء بكائي لأخرجت روحك من جسدك.



انتبه خالد لشرود ريم واخذ يشير بيده أمامها وهو يقول:

ريم امازلتي هنا أم انكِ أبحرتي بعالمك الرومانسي




أجابت ريم بعصبيه قائله:

هل تراني قد ذهبت لا أي مكان ؟! وما شانك أن كنت حساسة أم لا ؟!!


وفر دعابتك لنفسك فلست بمزاج حسن ألان




خالد: حسنا على رسلك يا أختاه لم اقل شيئا لتغضبي مني هكذا


ريم: حسنا ماذا تريد ؟!

فانا مشغولة ألان



خالد: كنت فقط أريد أن أسالك عن أمل ؟ يساورني أحساس بان شي سيحدث؟؟!!



تجيب ريم بتلعثم وارتباك واضح

بـ ... بـ .. بخير نعم أنها بخير لماذا تسال ؟!!



انتبه خالد للأمر وقال بصوت أكثر حدة :

ما بالك يا ريم أهي بخير أم انكِ تدعين ذلك ؟؟؟؟؟؟؟!!!




ريم : قلت لك لا تقلق فا أمل بخير ولله الحمد ولكني اشعر بصداع يكاد يفجر راسي .



خالد: هل ترغبين أن أخذك إلى الطبيب ؟!



ريم: كلا سأخلد للنوم فلا تقلق.



خالد : اانتِ متاكده تبدين متعبه ؟!!!



ريم: قلت لك لا تقلق يا أخي سيذهب بعد قليل



خالد: أتمنى ذلك... إن احتجتني فانا في غرفتي فلا تترددي بطلبي


ريم: أشكرك يا أخي





انصرف خالد إلى غرفته .







عند تمام الساعة الثامنة والنصف مساء كان الجميع متواجدون على مائدة الطعام لتناول العشاء وقد دار بينهم الحوار التالي:

خالد: ماذا حدث بشان موضوعي يا أبي ؟؟ أما زال عمي يرفضني ؟!! أم انك نسيت الموضوع برمته ؟؟!!


الأب: لا تخف يا بني مازلت أحاول إقناع عمك للعدول عن قراره ولكنكما تعلم ويعلم الجميع فهو عنيد ولا يفكر سوى بمصلحته.


خالد: أي نوع من الرجال هو ؟ كيف يفكر ........


لم يتم خالد حديثه حيث قاطعته أمه قائله:

عيب عليك يا بني ... وليس من اللائق أن تتحدث عن عمك هكذا !!!



ساد الصمت وبدا الجو متوترا.. ولكن لم يدم الحال طويلا حيث قطع عامر حاجز الصمت قائلا:

منذ متى لم تسافر يا خالد ؟؟



خالد: ولما تسال؟!



عامر : لأنك في الاوانة الاخيره تبدوا متوترا و اقترح عليك أن تسافر لتريح أعصابك قليلا .


خالد: إلى أين سأذهب ومن سيرافقني ؟! لا أحبذ السفر بمفردي كما تعلم ؟


ريم: وأين هم أصدقائك ؟


خالد: لا ارغب بالسفر معهم فاهتماماتي تختلف عنهم جميع.... ما رأيك أن نسافر سويا يا عامر ؟!


عامر : لا استطيع فلدي بعض الأعمال الواجب انجازها .... كما أنني سأعتني بالبيت في غيابك فلا يصح أن نسافر سويا.


خالد: أذا لن أسافر بمفردي.


الأب: لا باس يا عامر تستطيع أن ترافق أخاك في هذه الرحلة فأنت أيضا بحاجة ماسه لها.... وسأقوم أنا بالعمل والاهتمام بالمنزل في غيابكما فلا تقلق .


عامر: ما دام الأمر كذلك فلا مانع لدي.


خالد: اتفقنا أذا.... وساترك لك يا أخي أعداد كل شي واختيار المكان المناسب فانا أثق بختيارك .


عامر : حسنا سأقوم بجميع الإجراءات اللازمة في أسرع وقت ممكن بإذن الله .


ألام : نتمنى لكم قضاء وقت ممتع أن شاء الله.







وبعد انقضاء خمسة عشر يوما وعند الساعة الثانية والنصف مساء دخل عامر إلى المنزل وهو متعب جداااااااااااا فوجد أمه أمامه فحياها



رد ألام التحية ثم قالت:

لقد تأخرتما كثير يا عامر و الوقت ينفذ منا كم تعلم فلم يتبقى سوا خمسة عشر يوما .



عامر : لا تقلقي يا أماه لقد أنهيت جميع الإجراءات وكما تعلمي أحوال البلاد وما يجري بها من أحداث تجعل الأمور أصعب من ذي قبل .


ألام : اعلم ذلك يا بني ولكن علينا الإسراع قدر الإمكان .... متى ستكون الرحلة يا بني ؟؟!!!



عامر: هوني عليكِ يا أماه ستكون الرحلة بعد يومين أي يوم الخميس بإذن الله.



لم يكد عامر يتم عبارته حتى ظهر خالد وهو ينزل الدرج ثم لم يلبث أن ألقى عليهما التحية واخذ يقول:

هل هناك سفر أم لا يا عامر ؟؟!!

أظن بان حظي العاثر يحول دون أي شي.



ضحك عامر ثم قال :

تبدوا متشائم يا أخي ولكن لا عليك فقد أنجزت كل شي وبعد غدا سنسافر بإذن الله.



خالد: أحقا ما تقول ؟؟!!!!!



عامر: بكل تأكيد يا أخي.... فحزم حقائبك واستعد للرحلة .



خالد: أنا و الحقائب على أتم استعداد فلا تقلق بهذا الشأن.






وفي صباح يوم الخميس وعند الساعة التاسعة صباحا هاهو عامر يصرخ في المنزل قائلا:

هيا يا خالد لقد تأخرنا كثيرا



خالد: ها أنا قادم.




هاهو خالد ينزل الدرج وبيده حقيبته وهو يقول:

لما أنت دائما على عجلة من أمرك يا عامر ؟! فما زال هناك متسع من الوقت .



عامر : أنت لا تعلم صعوبة الإجراءات داخل المطار وذلك لما تمر به البلاد من أحداث في الوقت الراهن أم انك نسيت ذلك أيها الذكي .



خالد: حسنا... حسنا أنت على حق .




اخذ عامر وخالد يودعان أفراد الاسره في جو ملي بالدموع وعبارات السلامة كل هذا وخالد متعجب مما يحدث ولماذا كل هذا البكاء وهما سيذهبان في رحله وليس لساحة الإعدام تدارك عامر الموقف وهمس بإذن أخيه قائلا :

أنت تعلم بان هذه المرة الأولى التي سنسافر فيها معنا وحتما سيفتقدوننا كثير لذلك تراهم يبكون هكذا.



خالد: أنت محق يا عامر كم كنت أحمق عندما أجبرتك على مرافقتي.



عامر : لا عليك فانا بحاجه لهذه الرحلة أيضا فهي بنا قبل أن نتأخر أكثر .







وعندما هما بالخروج توقف خالد و قال:

لقد نسيت شي مهم جداااااااا لن اتاخر كثيرا سأعود حالا وصعد الدرج باتجاه غرفته دخل إليها ثم فتح الخزانة واخرج منها صورة لفتاة ثم لم يلبث أن قبلها وهو يقول :

كم احبك يا أمل وسأظل احبك حتى آخر يوما في عمري... انتظريني سأعود إليك قريبا بإذن الله.




وضع خالد الصورة بجيبه وهم بالانصراف فتذكر بان الرحلة طويلة جدااااا فعرج على غرفة أخته ريم ليستعير احد رواياتها فتح درج المكتب واخرج الروايات واخذ يقلبها بين يديه فجاه سقطت البطاقة على الأرض التقطها خالد وفتحها ليقرا ما كتب بداخلها ........