إن مما يحزن القلب أنكثيراً من الناس فهموا رمضان على غير المراد منه , فهموه بغير الطريقة التى أرادهاالله منهم , فبدلاً من أن يكون شهر جوع ومعاناة وتعب وصبر أصبح عندهم التفنن فى صنعالمأكولات النادرة وتعدد الأنواع الفاخرة حتى صار شهر التخمة والسمنة وأمراض المعدة , وانقلب عندهم أيضاً شهر رمضان من شهر الإحساس بالجوعى والفقراء والمساكينومواساتهم إلى شهر الإنغماس فى الملذات , والشهوات حتى الثمالة , فتجدهم قرب حلولرمضان يتوجهون إلى الأسواق ويملأون بيوتهم بشتى أنواع الأطعمة بل إن بعضهم قد يشترىأكثر من حاجته ويشترى أكثر مما يشتريه فى الأشهر السابقة وكأنهم طوال السنة جوعىولا يأكلون إلا فى رمضان , فجعلوا هذا الشهر الفاضل موسم للأكل والشرب وملء البطونبينما هو فى الأصل شهر الصوم الذى شرعه الله من أجل أن يشعر الإنسان بمرارة الجوعولذعة الألم فيحس فيه بإخوانه فى معظم بلاد المسلمين الذين يموتون جوعاً ويصومونإجباراً طوال العام لا يعرفون من طعام إلا اسمه ولا يذوقون منه إلا رسمه .
ونحن بكلامنا هذا لا ننهى عن الأكل والشرب مطلقاً كلا.. لأن الجسمبحاجة إلى الأكل والشرب ولا غنى له عن عن ذلك ولكننا نقول يجب أن يكون ذلك بحدودالمعقول دون شره مفرط و دون إسراف وتبذير لأن المشاهد أيام رمضان أن أغلب ما يصنعمن الأطعمة لا تؤكل بل يؤكل جزء قليل منها و يرمى الباقى فى المزابل , وهذا عمل لايرضي الله ولا رسوله صلى الله عليه وسلم وهو كفر بالنعمة التى قال عنها الله تعالى { وإذ تأذن ربكم لئن شكرتم لأزيدنكم ولئن كفرتم إن عذابي لشديد}
تحياتي
جقجوق الرومانسي