منتديات الفرات
زيباري


العراق.. موجة من التطبيع الصامت

الأمم المتحدة تعرض"المساعدة" ودول خليجية ترسل السفراء


تونس- العرب أونلاين- مختار الدبابي- أبدى مسؤول بارز فى الأمم المتحدة استعداد المنظمة لمساعدة العراق على حل مشكلاته السياسية ومن بينها مستقبل كركوك، إلى ذلك تستعد دول خليجية لإعادة سفرائها إلى بغداد وسط أنباء عن حوار أمريكى إيرانى متجدد حول العراق.

وقال ستيفان دى ميستورا الممثل الخاص للأمين العام للأمم المتحدة الاثنين إن المنظمةالدولية تكثف الآن انخراطها فى العراق.

وحذّر دى ميستورا فى تصريح للغارديان البريطانية من أن العام 2008 "سيكون حاسماً فى العراق"، ودعا السياسيين فى بغداد إلى "استثمار المكاسب التى تم تحقيقها على الصعيد الأمنى للدفع إلى أمام بإجراءات تشريعية تهدف إلى لحم جسور الانشقاق بين الجماعات السياسية السنية والشيعية".

ويقول محللون مختصون فى الشأن العراقى إن الأمم المتحدة ستعاود دخول عش الدبابير بعد تفجير مقرها منذ 4 سنوات وهلاك ممثلها فى بغداد آنذاك سيرجيو فييرا دى ميللو.

ويذهب هؤلاء المحللون إلى القول إن الأمم المتحدة لم تكن متحمسة للعودة إلى بغداد ولكن هناك أطراف أخرى تدفعها إلى العودة وبالذات الإدارة الأمريكية التى تبحث عمن يتحمل بدلا عنها المسؤولية آملا فى خروج "مشرف" من الورطة.

ويضيف هؤلاء المحللون أن الغاية من إدخال الأمم المتحدة فى الأزمة العراقية هو تحميل العالم مسؤولية تداعيات ملف عجزت الولايات المتحدة عن حسمه عسكريا أى محاولة خلق تطبيع دولى مع الأزمة.

وفى سياق متصل بالتطبيع الصامت مع الوضع المعقد، قال وزير الخارجية العراقى هوشيار زيبارى إن السعودية والإمارات طلبتا إعادة فتح بعثتيهما الدبلوماسيتين فى بغداد.

وسيكون التمثيل الدبلوماسى السعودى والإماراتى إشارة قوية للدول العربية الأخرى المترددة كى تحذو حذوها.

كما قال زيبارى إن اللجنة الأمريكية الإيرانية التى تشكلت للبحث عن سبل لإنهاء العنف فى العراق ستجتمع الأسبوع المقبل، فى سياق متصل بخلق أجواء من التهدئة الإقليمية فى العراق.

وكان الكثير من المحللين ربطوا "التبرئة" التى صدرت فى تقرير الاستخبارات الأمريكية لإيران بالمحاولات الأمريكية للتهدئة فى العراق والتركيز على تصفية القوى المقاومة للوجود الأمريكي.

ويتوقع المحللون أن تتبع هذه الاجتماعات خطوات تنسيقية بين الطرفين فضلا عن الحكومة العراقية لتدعيم جهود التطبيع.

وفى ما يبدو أنها صرخة تفضح تفاصيل اللعبة حذر طارق الهاشمى نائب الرئيس العراقى من أن تقسيم العراق أو إضعاف سلطته المركزية إلى مستويات هامشية مع وجود ملفات حساسة عالقة بين محافظاته وخلافات جذرية على موارده يعنى احتمال ديمومة حالة عدم الاستقرار لسنوات قادمة وهو ما يغرى دولا أخرى بالتدخل فى الشأن العراقي.

وأضاف الهاشمى فى كلمة ألقاها فى ختام أعمال القمة الرابعة لأمن الخليج التى اختتمت فى العاصمة البحرينية المنامة أن عدم استجابة الواقع السياسى للتحسن النسبى الذى شهده العراق فى الواقع الأمنى مؤخرا يعتبر من المفارقات اللافتة للنظر لكون المشهد العراقى لم يستعد عافيته وسيادته الكاملة حتى هذه اللحظة.

مشددا على أن ديمومة حالة التحسن الأمنى تتطلب فى المقام الأول اتفاقا سياسيا حول شكل وطريقة إدارة الدولة ومفهوما جديدا واقعيا فى إدارة الملف الأمنى إضافة إلى ترتيبات إقليمية.

وقال نائب الرئيس العراقى إن الوضع فى العراق يثير قلق دول الجوار والمنطقة برمتها لذا فالحل لا ينحصر فى المستوى الوطنى رغم أهميته بل يرتقى للبعدين الإقليمى والدولى ولابد من تحقيق ترتيبات إقليمية مشتركة.

وهذا ما كانت "العرب" قد كشفته فى أعداد سابقة، وذلك بالإشارة إلى وجود جهود من الأطراف الباحثة عن "التطبيع" تسعى إلى الوصول إلى طبخة سياسية تفضى إلى تكوين حكومة جديدة تمثل مزيجا طائفيا موسعا برعاية خليجية إيرانية.