كانت تريد منهقُبلة واحدة .
فماذا أعطاها؟
ها هو الشاب القوي الحييَّ العالم , الذي يبلغ ثلاثين سنة , إنهالربيع بن خثيم , يتمالأ عليه فُسّاق لإفساده , فيأتون بغانية جميلة , ويدفعون لهامبلغاً من المال قدره ألف دينار .
فتقول : علامَ ؟ قالوا : على قبلة واحدةمن الربيع بن خثيم , قالت : ولكم فوق ذلك أن يزني , لأنه نقص عندها منسوب الإيمان , فما كان منها إلا أن تعرضت له في ساعة خلوة , وأبرزت مفاتنها له .
فما كانمنه إلا تقدم إليها يركض ويقول : يا أمة الله : كيف بك لو نزل ملك الموت ، فقطع منكحبل الوتين ؟ أم كيف بك يوم يسألك منكر ونكير ؟ أم كيف بك يوم تقفين بين يدي الربالعظيم ؟ أم كيف بك إن شقيتي يوم تُرمين في الجحيم ؟
فصرخت وولّت هاربةتائبة إلى الله , عابدة زاهدة حتى لقّبت بعد ذلك بعابدة الكوفة .. وكان يقول هؤلاءالفساق : لقد أفسدها علينا الربيع .
ما الذي ثبّت الربيع أمام هذهالفتنة ؟ هل هي قلة الشهوة ؟ إنه شابٌ يماثل أقرانه من الشباب في وجود الغريزةوالشهوة ومع ذلك ما الذي ثبَّته هنا .. وما الذي عصمه بإذن الله ؟
إنهالإيمان بالله , الذي لا إله إلا هو .. فيا من تريد السعادة وزيادة الإيمان , أوصيكبمراقبة الله .. الصلوات الخمس في أوقاتها في المساجد .. السنن الرواتب .. صيامالنوافل .. ذكر الله .. زيارة القبور .. الدعوة إلى الله .. الصدقة .. مصاحبةالأخيار .. هذه جنة وسعادة ..
قلت : تأمل حديث " احفظ الله يحفظك " نشتكي من الفتن وقلة المعين على الخير .. ونسأل عن كيفية الثبات على الدين .. ولمنتذكر أن من " حفِظ الله .. حفظه الله " .. فالدنيا فرصة لا تعوَّض ليرى الله عزوجل منك كل خير


رد مع اقتباس
