لقد حاول البطل الاسطوري (كلكامش) الحصول على صفه الخلود ..ولكنه فقد الأمل اخيرا ومات كالاخرين وذهبت محاولاته ادراج الرياح ..بالامس وفقني الله عز وجل بالمشاركه بالمسيره العظيمه( وطبعا هذا الوصف لايعطيها حقها فعلا) وشاركت الملايين مشيا على الاقدام الى مدينة كربلاء المقدسه وقد تأملت وفكرت طويلا وانا امشي وانظرمايحدث فتيقنت ان هذا هو النصر الحقيقي لمن يطلب النصر ولا وجود لنصر غيره وصرخت بداخلي مناديا لمن يبحث عن الخلود وقلت هذا هو معنى الخلود ياكلكامش ...فبعد مايزيد عن الف واربعمائة سنه تجد في عيون ملايين الزائرين الحزن والالم والعزيمه والاصرار والتحدي والصرخه ..الخ وهو يطوون الارض وكأن الامام الحسين استشهد هذا اليوم بينما ذهب طغيان وجبروت الملوك وسفاك الدم والطغاه والقتله والمجرمين وكل من عادى اهل البيت الى مزابل التاريخ وبقيت قبور الشرفاء شامخه على مرالعصور.........انا سأنقل بعض المشاهدات من داخل هذه المسيره وانا اعايشها لمن لم تحصل له الفرصه بالمشاركه او الاطلاع عن كثب على هذه المسيره ..
اولى هذه الحالات العجيبه هي نحن نعرف وبحكم العقل ايضا انه لو ادخلت مليون شخص او مليونين الى اي مدينه في العالم فقطعا ستحدث ازمه بالنسبه للسكن والاطعام في تلك المدينه انا رأيت ملايين ا لزوار(يتجاوز عشره ملايين زائر) من مختلف المحافظات وفي كل الطرق الداخليه والخارجيه المؤديه الى كربلاء الملفت للنظر ان الجميع يأكلون ويشربون وينامون على فراش مريح وكل شيء تتمناه تجده (اي شيء يخطر في بالك ) ويتوسل بك خدام الحسين من اجل ان تأكل شيء من ايديهم او تشرب ولا يوجد نقص ابدا في هذه الخدمات وعلى مدى اربعه وعشرين ساعه ففي الساعة الرابعه فجرا والبرد قارص جدا وتسمع من ينادي ويتوسل اليك (اتريك يزاير) وتجد الحليب الساخن ومختلف الانواع من المأكولات..لكي لا اطيل عليكم هولاء خدمة الحسين حاله عجيبه لايملون عن الخدمة وحتى يقومون بتدليك الزائرين ويرددون قصيده احدى مقاطعها (اكل وشرب ماعليك ..احنا نغسلك اديك)وايضا هناك من يقوم بتصليح عربات الاطفال وهناك من يقوم بتصليح احذيه الزائرين(اسكافي) وكل هذه الخدمات مجانا تقربا لنيل شفاعة الامام الحسين انها حاله فريده في العالم اذا ماعلمنا ان جميع هذه الخدمات تقدم بعفويه تامه وبدون توجيه من احد ولاتتدخل الدوله ولا مؤسساتها بهذه الخدمات انها حاله تستحق الوقوف امامها .
والحاله الثانيه التي لفتت انتباهي الشعارات المرفوعه من قبل الزائرين واصحاب المواكب على حدا سواء فأحدالشعارات يقول (قتلوا الحسين بسيوفهم فقتلناهم بحبنا للحسين) انظروا كم هو معبرويحمل معاني كثيره ومقارنه رائعه بين الاجرام والحب وبين الخير والشر وبين الحقد والتسامح ....والشعار الاخر يقول (الزياره مستحبه والحجاب واجب ) وهو مخاطبه واضحه لاخواتنا على اهميه الحجاب بالاسلام ويحت النساء على الالتزام بالحجاب الشرعي والتخلق باخلاق اهل البيت الكرام فما جدوى الزياره اذا لم يلتزم الزائر او الزائره بتعاليم الاسلام الحنيف التي من اجلها ضحى الامام الحسين بكل شيء .وشعارات كثيره مشابهه تدعوا الى الوحده والتلاحم , ومحاربة الظلم والفساد , والحريه ,والتضحيه في سبيل الوطن ,واحترام الاخرين ...الخ
فتظاهرة زيارة اربعينية الامام الحسين كلها دروس وعبر ومواعظ ...نسأل الله ان يوفق الجميع لزياره الامام الحسين وخدمة زواره والمشاركه بالتظاهره ...عذراللاطاله ...ولكن احببت ان انقل لكم جزء من الصوره التي ابهرتني ....تحياتي وتقديري لكم...