بسم الله الرحمالرحيم
قالتعالى(ولا تقولوا لمن ألقى إليكم السلام لست مؤمنا)
مما لاشك فيه ان صحيح البخايوصحيح مسلم اصح كتابين-عند السنة- ومن الكتب التي أُّلفت قريبة على العهد النبوي ولذا جاءتأقوال العلماء متظافرة على صحة مافي هذين الكتابين حسب معايير الأخوة
فإذا أراد أحد العلماء أن يحكم بحكم شرعي لحادثة هنا او حدث هناكفلايمكن ان يعدو هذين الكتابين ,ونحن اذ نرى بلدنا ميدانا لقتال من طراز عصري لميسبق له مثيل فسيارة مفخخة لقتل شرطي وعبوة ناسفة على مدني وحزام منفجر على صاحبه- اقتلوني ومالكا - وما الى ذلك من قتل انفسنا وتخريب بيوتنابأيدينا ,وكل ذلك باسم الدين وعلى منهاج سيد المرسلين فهل كانوا على صواب ؟
لنرجعالى الصحيحين وليحكم اولوا الألباب ولنتمعن لنرى هل ان هذة الأفعال مقبولة ام انهامن اشد المحرمات وان حاول البعض ان يؤطّرها بإطار آخر لتبرير مايريد وأليك شطرا مماروياه:
(صحيح البخاري كتاب الإيمان باب (فإن تابوا وأقاموا الصلاة ) (.. عن ابنعمر: أنّ رسول الله صلى الله عليه و سلم قال (أمرت أنْ أقاتل النّاس حتّى يشهدواأنْ لا إله إلا الله وأنّ محمّداً رسول الله ويقيموا الصلاة ويؤتوا الزكاة فإذافعلوا ذلك عصموا منّي دماءهم وأموالهم إلاّ بحقّ الإسلام وحسابهم على الله ). ايحتى وان كانوا يظهرون هذه المبادئ نفاقا ويكتمون الكفر فأنهم بذلك معصومين الدموالمال ولايجوز لأحد ان يعتدى على ذلك وحساب كذبهم على الله لأننا مأمورين بالأخذبالظاهر. صحيح البخاري كتاب المغازي باب رقم 11 المقداد بن عمر قال يارسول اللهأرأيت إن لقيت رجلا من الكفّار فاقتتلنا فضرب احدى يديّ بالسّيف فقطعها ثم لاذ منّيبشجرة فقال اسلمت لله أأقتله يارسول الله بعد أن قالها ؟ فقال رسول الله صلى اللهعليه و سلم (لاتقتله) فقال يارسول الله إنّه قطع إحدى يديّ ثم قال ذلك بعد ما قطعهافقال رسول الله صلى الله عليه و سلم (لاتقتله فإن قتلته فانه بمنـزلتك قبل أن تقتلهوإنك بمنزلته قبل أن يقول كلمته التي قال ).
أن اي مسلم يحمل قليلا من الورعوالتفكير المتزن حينما يقرأ هذا الحديث يقبض يده عن اراقة دم من ادعى الأسلامفلايمكن بحال ان يكون صاحب هذه القصة مسلما فهو في معركة يقاتل بها المسلمين وحينماارادوا قتله ادعى الأسلام لحقن دمه ولكن رغم ذلك يكون قوله مقبول ومن قتله كان حالالقاتل كحاله قبل ان يسلم.
صحيح البخاري كتاب الصلاة : باب فضل استقبال القبلة : عنأنس قال رسول الله ( من صلّى صلاتنا واستقبل قبلتنا وأكل ذبيحتنا فذلك المسلم الذيله ذمّة الله وذمّة رسوله فلا تخفروا الله في ذمّته ).
من اقام هذه المباديء فهوالمسلم الذي له ذمة الله ورسولة فلا تخفروا ذمته اي لاتنقضوا ذلك العهد وتعتدون علىنفسه وعرضه وماله فهل يوجد بيان اوضح من هذا ؟اننا نجد الروايات والآيات تشدد علىانتهاك حرمة المسلم ولانجد آية كريمة أو رواية شريفة تحث على قتل من اظهر الشهادتينعلى الظن والشبهة فماذا يكون جواب هؤلاء يوم القيامة الذين لايتورعون من سفك الدماءوقتل الأبرياء .
صحيح مسلم كتاب الجهاد والسير(المغازي) باب النساء الغازيات يرضخلهن (وقال بن عباس ..وسألت هل كان رسول الله صلى الله عليه وسلم يقتل من صبيانالمشركين أحدا فإن رسول الله صلى الله عليه وسلم لم يكن يقتل منهم أحدا وأنت فلاتقتل منهم أحدا إلا أن تكون تعلم منهم ما علم الخضر من الغلام حين قتله..)
صحيحالبخاري كتاب الأدب باب من كفّر أخاه (عن عبدالله بن عمر أنّ رسول الله صلى اللهعليه و سلم قال : ( أيّما رجل قال لأخيه ياكافر فقد باء بها أحدهما)
صحيح مسلم كتابالجهاد والسير(المعازي) باب تحريم قتل النساء والصبيان في الحرب(عن ابن عمر قالوجدت أمرأة مقتولة في بعض تلك المغازي فنهى رسول الله صلى الله عليه وسلم عن قتلالنساء والصبيان ).
امرأة مشركة ولكن النبي (ص) ينهي عن قتلها فكيف بمن تشهدالشهادتين.
صحيح مسلم كتاب الأمارة باب الأمر بلزوم الجماعة عند ظهور الفتن((عن أبيهريرة عن النبي صلى الله عليه وسلم أنه قال ..ومن خرج من أمتي على أمتي يضرب برهاوفاجرها لا يتحاش من مؤمنها ولا يفي بذي عهدها فليس مني).
وهذا مانجده اليوم والنبي(ص)يتبرء منه, ان هذه الروايات هي الأساس الواضح من الشريعة الذي أتفقت عليهالعلماء من حرمة دماء المسلمين بل حرمة دماء كل البشر الا بحق .
بعد ذلك تبقى شبهاتفي تكفير المسلمين وهذه الشبهات لاتصل الى مستوى اليقين فالواجب ان نسقط هذهالشبهات ونرجع الى اليقين وهو الأصل كما بيناه في هذه الأحاديث الصحيحة وحتى اذاارتفع الشك الى اليقين فأيضا يبقى باب الأحتياط هو التوقف من التكفير لأن الأسلاملايأمرك بالتكفير ولكنه يأمرك بعدم التكفير , ان هذه الشبهات طرئت على البعضالذين سمّو بالخوارج وكفروا عثمان وعلي(ع) وكثير من المسلمين وكانوا من اعبد الناسواتقاهم ومن قراء القرآن وممن يقدم نفسه رخيصة في سبيل الله حتى ان احدهم اصيب برمحوالرمح مركوز فيه وهو يقرأ قوله تعالى( وعجلت إليك رب لترضى )ولكن ماذا قال عنهمالنبي صلى الله عليه واله وسلم قال كما في صحيح البخاري وغيره(..قوم يقرؤون القرآنلايجاوز حناجرهم يمرقون من الدّين مروق السّهم من الرّمية يقتلون أهل الاسلامويدعون أهل الأوثان لئن أنا أدركتهم لأقتلنّهم قتل عاد).
ولعل من اتصف في هذه الصفاتمن قتل اهل الأسلام على الشبهة ويقرئون القرآن يدخل معهم بالمروق من الدين.
ان البعضكفر طوائف من المسلمين لكونهم يزورون القبور ويتوسلون الى الله بهم ويتبركون وماشابه ذلك ومثل هذه الأمور قضايا قابلة للنقاش وكل طرف له أدلته ومن السفه ان يصادرالمسلم اراء اخوانه والدليل على كون ذلك ليس شركا انه معمول به من مئات السنينوقبور الأولياء من السنة والشيعة منتشرة بكل انحاء الأسلام ففي مصر والعراق والشاموباكستان وغيرها ونرى النبي (ص) يقول كما اتفق عليه الصحيحين(..وإني والله ما أخافبعدي أن تشركوا ولكن أخاف أن تنافسوا فيها) .
ولو كانت هذه الأعمال شركا لماقالمااخاف بعدي ان تشركو ونتمنى ان نتكلم في الأدلة على الجواز وبعد عن الشرك بمناسباتاخرى , ان مشكلة البعض الجهل او التجاهل فهو يأخذ آية قرآنية ويتوقف عليها وبذلكيسقط الأنسان بهذه الشبهات لأن ذلك منهجا خاطئ , ان القرآن يقول(وإذا مرضت فهويشفين) فهل من المنطق ان نتوقف على هذه الآية ولانذهب الى الطبيب ؟!!
ان المسلمينجميعا يوجبوا الذهاب الى الطبيب اذا توقفت الحياة على ذلك وان لايلقي الأنسان بيدهالى التهلكة, واحيانا يكفّر الآخرين لكونهم يتعاونون مع المحتل وهذا كسابقه لأن مندخل في الحكومة الجديدة لايريد ابقاء قوات اجنبية في البلاد فالجميع متفق على ضرورةاخراج هذه القوات ولكن الأختلاف جاء في المنهج فالبعض يرى ان اخراجها بالقوة يكلفالعراق ثمنا غاليا جدا مع ان بقائها يكون اطول في البلاد فأخراحها في الجانب السلميافضل ولابأس بهذا الرأي وان اختلف معه الطرف الآخر لأننا رأينا النبي (ص) في صلحالحديبية املو عليه شروطا يُرى منها الضعف فلم يوافق المسلمون وارادوا القتال ولكنالنبي (ص) وافق على الصلح ولم يقاتل لعلمه ان ذلك يكون لمصلحة الأسلام .
ومع ذلك فأنملايين الشيعة في العراق اختاروا المواجهة المسلحة والجميع رأى احداث النجف وكربلاءومدينة الصدر والناصرية وغيرها من المناطق.
ان كثيرا من الأحكام في صدّ المشركينوالدفاع لاينطبق على ماهو موجود الآن لأختلاف المورد لأننا كنا في حكما مستبدا يقتلالكبير والصغير المحسن والمسيئ المرأة والرجل على حد سواء وجاؤوا لأزاحته عن صدرالعراق مع السماح لنا بالقيام بشعائر ديننا وإدعائهم الخروج بعد إستتباب الأمنومايقوم به البعض يؤخر أمن البلد مما يجعل لهم ذريعة للبقاء فالواجب ان يتوحدالجميع لأستتباب الأمن وتقوية الدولة وبعد ذلك يؤمروا بالخروج فإن لم يخرجوافالجميع يكون على كلمة واحدة مع الدعم الدولي فيخرجوا بأذن الله ,والحمد لله ربالعالمين .