امنت اخيرا انه قدرنا
واذعنت مجبرا ...لا مخيرا
امنت بان لا طريق اخر غير الوداع
بعد ان عجزت سفني وهي تواجه الاعاصير
تمزقت اشرعتها .. وظلت بوصلتها .. وغدى ربانها عاجزا
حائرا امام شدة الموج الهادر والمتكسر وهو يصفعه من كل جانب
واسلم القيادة للريح والعواصف .. تحطم وترعد وتزبد
حتى اخر قطعة وحتى اخر حبل من حبال الوصل
لتذهب بها الامواج الى قاع النسيان
والى مفترق النهاية
حيث رماد الذكريات .. وموت الحياة
ربان سفينتي انهكه كثر عناده
وهو يحاول ياسا ان يسحب المستحيل
وينقذ القتيل
واختار في نهاية الامر موته هو بدلا من غيره
نظر الى السماء وهي تمطر
وعرف ان حبات المطر حين تهجر السماء
لم تكن مخيرة ابدا
وانما لان السماء لفظتها وافلتتها
فسقطت
لكن قبطاني امن ايضا
بان حبات المطر وان خسرت علوها ورفعتها
فانها ستحيي ارضا ميته
وستكون سببا في انبات زهورا وحدائق وجنان على الارض ستزهو وتنمو بفعل حبات المطر تلك
سفينتنا سترسو يوما في قاع النسيان
وسيبقى منها اسم سيذكر دائما
في موانئ العشق ..
وسيطرز اسم ربانها على ابواب الخلجان
وسناتي كل عام نحمل زهورا لنضعها فوق النعش
ونتلوا ونرتل
بكتك حتى السماء ياقبطان
عاشق المطر بقلمي