اللهم صلِّ على محمد وآل محمد



العــدل



وهذا هو الاصل الثاني من الاصول الاساسية لمذهبهم وهو العدل الالهي فليس الله بظلام للعبيد ، ولا يجار عليه ، وقد تشعب بحثهم في عدل الله تعالى الى عدة بحوث كلامية ، منها نفي القدر ، واثبات حرية الانسان وارادته واختياره ، وان الانسان هو الذي يوجد افعاله بمقتضى حريته واختياره وذلك نتيجة عدالة الله وتنزيهه عن الظلم ، فان الله تعالى لا يعاقب إنساناً على عمل أجبره عليه ووجهه إليه لانه من أعان فاعلاً على فعله ثم علقبه عليه كان جائراً وظلماً له ، والظلم منفي عنه تعالى " وما ربك بظلام للعبيد " وقال تعالى : " فما كان الله ليظلمهم " . فالثواب والعقاب تابعان للعمل ، وليسا خاضعين الى شيء آخر ، وقد بحثوا في قضية عدل الله عن الحسن والقبيح العقليين ، فأنهم لما آمنوا بعدالة الله ، وانه تعالى لايفعل إلا ما فيه الخير العام لعباده ، فقد دعاهم ذلك إلى النظر في الاعمال فهل هي حسنة لذاتها ، أم انها تكتسب حسنها وقبحها بتوجيه من الشرع المقدس ؟ وقـد ذهبوا الى ان الحسن والقبح في الاشياء ذاتيان ، وان الشرع لا يحسن الشيء بأمره ، وإنما يأمر به لحسنه ، وكذلك لا يقبح الشيء بنهيه ، وإنما ينهى عنه لقبحه وقد مجدوا بذلك العقل ، وفتحوا الطريق أمام نضجه وأرتقائه – كما يقول بعض الباحثين (الفرق الاسلامية في الشعر الاموي ص 312) .



المصدر : حياة الامام محمد الباقر عليه السلام : لباقر شريف القرشي : الجزء الثاني ص : 74



لا تنسوني ووالدي من الدعاء