أحببتُ التوَّرُطَ فيكِ....
أعجبني...كان التهورُ بطلاً في بداياتي
أتعلقُ فيكِ أكثر...وتعلقتُ أكثر...
بريئةً....عفوية...حدَّ اللامبالاتِ تصرفاتي
كُنتِ مخمورةً لا تعينَ شيئاً...
وكنتُ سكراناً بهواكِ لا اعي ما اقول...
تضيعُ في حضرةِ ملكوتِكِ كلماتي
إن كانَ اعتذاري يفيدُ....
فاني لاجلكِ أوشمُ على جراحِ الصدرِ إعتذاراتي
أقدمها لكِ وجراحَ الأيام....
جراحُ الايام التي ظننتُ أن في ألحانِ صوتكِ شفاؤها
ظننتُ أن في لمسةِ أناملكِ لها تزولُ معاناتي
ربمى كنتُ متعجلاً....أحمقاً....
مُسَلَّمةٌ في الهوى أني مجنونٌ
ومن جنوني تستمدُ جنونَها قراراتي
كنتِ في البدايةِ من مسحت عليها فأنستني جراحاتي
أدخلتِ السرورَ للقلبِ الخربْ....
وخلقتِ رغمَ قصرِ الوقتِ أملاً ينعشُ حياتي
وكنتُ أعلمُ بأنكِ تكذبين....
وأعلمُ بأنكِ تمثلينَ على مسرحِ الهوى
وكانت رُغم هذا كُلِّهِ تتراقصُ ابتساماتي
دفنتُ أملاً عاشَ قتيلاً....
غضبتِ....وتركتِ المسرحَ خالياً...
فاستشهدتْ على ضفافِ تَقُلُباتكِ كتاباتي
أنا البورينيُ علمني أبي أكوي الجراحْ....
أنا ابنُ العراقيةِ علمتني أخيطُها بالسيف....
من قدسنا ....مروراً بعماننا...لبغدادي....
رحلةُ ألمٍ تعلمتُ فيها إخراسَ آهاتي
رضعتُ الألمَ من نهدِ لجوءٍ يطاردني...
صمدتُ، ورفرفتْ فوقَ هضابِ الهمومِ راياتي
إخترتِ الرحيلَ واني قد اعتدتُهُ...
أنا يا صغيرتي مهديَّ كان سفينتيَ الأولى،
كانت قصائدي تأخذني والريح....
قصائدي كانت ولا زالت شراعاتي
كنتُ أغفو على صدرِ أمي تُغني الأوجاعَ تقول:
"دللول يا الولد يبني....دللول
غالي الوطن يما....تفرج يبا...
وك تفرج شقد ما طالت تطول".
فالآهُ يا صغيرتي أولى كلماتي
صغيرتي، لا تكترثي لشيء...
فلستُ بالذي يخلعُ الحدادَ...
إكرهيني كما فعلَ كلُّ البشرِ،
إكرهيني كما تكرهني آلهةُ السماواتِ
بل قولي بأني ما كنتُ يوماً
وادفني تحتَ قدميكِ سلاماتي
أنتِ يا صغيرتي عصفورة-أتذكرينَ حين قلتُها-
ما كنتُ أعلمُ بأنكِ ستفعلينَ كما العصافير....
ما ظَلَمْتِني يوماً...وما ظَلَمَتْني فرات،
صغيرتي أيقنتُ أنَّ كلَّ النساءِ فراتي
أيقنتُ أن لا حبَّ في قلوبهن...
أنَّ الفراقَ بطلُ كلِّ النهاياتِ
وتغيرُهنَّ خلقٌ للمعجزاتِ
كم من شابٍ سوايَّ لحُطامٍ تحول؟؟!!
كم من وجنةٍ حُرِّقتْ لحرِ العبراتِ؟
لكن بكاءُ الرجالِ لا يكونُ إلا للكبيراتِ
دمعُهُ يقويهِ ....يزيدهُ صلابةً....يُحَجِرُ قلبهُ....يطغى...
فيشربُ دونَ اكتراثٍ دمَّ المخلوقاتِ
هو فعلاً وراءَ كلِّ عظيمٍ إمرأة...
أبكتهُ....قتلتهُ...جرحتْ صفاءهُ...
صدى اسمهِ يرددُ حتى على لسانِ الجماداتِ
طغاءُ النساءِ تعجزُ عن إحتوائهِ صفحاتي
ويسرني ،،،يسرني ،إعلانَ أنَّ قلبيَّ تحجر،
وختامُ دروسي قتلُ الطيبةِ،
كيفَ أملأُ من دمِ البشرِ كاساتي
لكن اليومَ تعلمي من عاشقٍ مرهق...
تعلمي كيفَ التعايشُ والجراحْ،
كيفَ أوضبُ الهمومَ في حقائبِ سفري،
كيفَ أحتسي القهوةَ على ألحانِ أناتي
تعلمي من عاشقٍ حاول النهوضَ، وفعل....
تعلمي البقاءَ رغمَ شدةِ المأساةِ
ولو كانت النساءُ في السماءِ لما عرفت السماءُ حباً....
فعلى الحبِ الدَّفينِ في قلوبِ الرجال سلاماتي
ارحلي ولا تتلفظي بأيِّ حرفٍ،
اني اعذُرُكِ،،لأنكِ فتاةٌ تحيا على طبيعتها....
أعذُركِ وأرجو أن تقبلي اعتذاراتي
أيقنتُ أنَّ كلَّ النساءِ فراتي