مثل السنة الماضية
نزعت معطفي
ووقفت اعمد نفسي بزخات المطر
واكرر نفس الموقف
لكن هذه المرة .. كان موقفي وعتبي مع المطر
اذ لم ينفع الموقف والعتب مع البشر
فالمطر... كان شاهدنا
والمطر... كان يربطنا
بحباته اللؤلؤية الصافية
وبوفائه لعهده ..
وببذله نفسه في كل عام
يأتي...
ليحي مواسم الاحلام
ليعمد الحالمين امثالي بزمن الوفاء
ويواسي طيرا تعصف به الريح...
وحده من دون خليله
او يحاكي زهرة ترنو لزمن فات
وعبق انتحر ومات
حبات المطر
تتراقص على رؤوس الشجر
ترسم الفرح
والبسمات
على ابواب مدن الفقراء
وهم ينعون لها الضياء
وانا المجنون
في الشارع وحدي
اعمد نفسي .. وانعى نفسي
وانشد نشيدا ضاع من مئات السنين
ضاع مذ مرضت ليلى
وهام قيسها .. تجلده سياط الحنين
وعلى انغام المطر
اردد في الشارع وحدي
نشيدا من سراب
وانسج خيوطا من عذاب
واعمد للوفاء ..وحدي
لوحة من سراب