عابثة
هي
بذور من ورق
تبحث عن أرض خصبة لتخترق
أضعف مكان
تعبر منه الى الأمان
تتعقب الجذور
تتسلل عبر القشور
تدور و تدور
تلتف كالأفعى حول الأعناق
تقتات من جود من يجتهد
لنيل الأرزاق
.
بخطوات هادئة
تجوب دهاليز اللغة
باحثة لها عن مأوى
تأتي ببعض الفكر
تتمهل الصعود
بكل صبر
لتبقى غير مرئية
و بالأغصان الخضر
محمية
.
رافقتني قليلا
و راقها كثيرا
أن تمدحني
"من يزدك جمالا أيتها الشجرة"
فأنبهر
و بزهوري أفتخر
نسيت أني
أزهر في كل الفصول
فقلبي من يروي الحقول
حيثما أكون يكون المطر
مع حروفي حين تنهمر
.
بعض من النفاق يخفيها
يرفعها قليلا
فتخدعها أمانيها
أنها ستبلغ السماء
ان رافقت العظماء
ما سمعت قول الحكماء
بعد العلو
حتما ستنحدر
.
فروعها
بخواطري تشبثت
تغنّت بطهرها
بعطرها
بصدق طرحها
تعقبت أنوارها
لتلحق الصور
و انعكاس وجهها
على المطر
.
تنتظر ميعاد الحصاد
لتشرق
و أوراق تكسوها بالمديح
لتعود و تذبح
ثمارا
ما كانت من جودها تطرح
.
ثناؤها انقياد
حياتها اصطياد
لجذوع نمت بحرية
لم يتسرب لعروقها
طبع الأنانية
.
هي
بذور من ورق
أدركت نواياها
جرحتني خباياها
و اخترت تجاهل خطاياها
فالشجر موعود بتعدي الكائنات
لكنه و الأرض الصالحة
لا يمنعوا كائنا من يكون
عن الحياة
.
.
بقلمي
ورد