هى عبارة عن نجوم قد انتهت حياتها أو كما يطلقون عليها (الثقوب السوداء) , وقد تسأل نفسك هل تنتهى حياة النجوم ؟ وهل لها حياة اصلاً حتى تنتهى ؟أو بمعنى آخر هل هى كائنات حية حتى تولد وتموت ؟
الثقوب السوداء : أطلق عليها هذا الأسم نظراً لأنها ترى على هيئة فجوات فى الكون , ولفظ سوداء لأنها لا تعكس الضوء الساقط عليها فترى وكأنها سوداء وفى الحقيقة هى غير ذات لون وليست سوداء
فما هي تلك الثقوب السوداء إذن ؟ سنقول بكل بساطة بأنها عبارة عن نجوم انتهت حياتها وهوت على نفسها (وَالنَّجْمِ إِذَا هَوَى)[النجم: 1] وهذه النجوم عندما تنهار تنضغط ذراتها على بعض وتقل المسافات البينية بشكل كبير جدا بل أن جزيئات الذرة الواحدة تنضغط على نفسا أيضاً فتشكل كتلة عملاقة فى حجم صغير جداً فيصبح قطر النجم المنهار بضع كيلومترات فقط فتزداد جاذبيته بشكل مخيف حتى أنه يلوى الفضاء الكونى من حوله فيجذب نحوه كل الأجسام التى تقترب منه حتى الضوء بسرعته الخارقة (300000كيلو متر فى الثانية ) فأنه لا يهرب من جاذبيته ولذلك فإننا لا نستطيع رؤيتها ولكن نستطيع تلمس اثار جاذبيتها فيمكننا رؤيته بواسطة الأشعاعات التى تصدر عن المادة المنهارة الى داخله , فيستطيع هذا الثقب الأسود من ابتلاع اجسام تفوق حجمه ألاف المرات بسبب قوة جذبه العملاقة , ومن غرائب هذه الثقوب أيضاً توقف الزمن عندها فبسبب سرعة دورانها الرهيبة والتى تصل الى سرعة الضوء تقريباً يتوقف الزمن فعندما يبتلع ثقب أسود كوكب ما فأنه يبدو للراصد مجمداً على سطحه (أفق الحدث) وهو فى الحقيقة قد أبتلع داخل الثقب الأسود .
(فَلَا أُقْسِمُ بِالْخُنَّسِ * الْجَوَارِ الْكُنَّسِ) [التكوير: 15-16].
فإذا نظرنا فى هذا الموضوع من زاوية دينية سنجد أن القرآن الكريم قد وضع وصفاً دقيقاً لهذه النجوم , فقد وصفها الله عز وجل (الخنس) ومعنى كلمة الخنس هى الأشياء المستترة أو التى لا ترى وهذه فعلا لا ترى فهى ليثت سوداء كما يطلق عليها العلماء فمسمى (الثقوب السوداء) غير دقيق , وقد وصفت أيضاً (الجوار) وذلك لأنها تجرى فى سماء الكون مثل كل الأجرام السماوية , ولفظ الكنس هنا فى منتهى الدقة فهى تعمل كالمكانس الكهربية أو كمكنسة كونية عملاقة كما يطلق عليها بعض العلماء , ولنا أن نعلم أن هذه الأجرام السماوية الغريبة هى مخلوقات عظيمة حتى يقسم بها الله عز وجل , ويأتى هنا سؤال مخيف هل تشكل هذه المخلوقات خطراً علينا وهل يوجد أحداها قريب منا بالفعل ؟ فإن كثير من العلماء يتوقعوم هذا المصير لكوكبنا أو للشمس مثلاً ويوجد بالفعل ثقب أسود كبير فى مركز مجرتنا "الطريق اللبني" يدور بسرعة رهيبة مسبباً اضطرابات مروعة في مجرتنا.ولكن هذا ليث بمصير الأرض فنهاية هذا الكوكب يوم ينفخ فى الصور وليثت بثقب أسود يبتلع الأرض أوبغيره :وَيَوْمَ يُنفَخُ فِي الصُّورِ فَفَزِعَ مَنْ فِي السَّمَوَاتِ وَمَنْ فِي الأَرْضِ إِلَّا مَنْ شَاءَ اللَّهُ وَكُلٌّ أَتَوْهُ دَاخِرِينَ
النمل:87