أنا والليل
يُسألُني الليل عن سهري سنينا
فأجبته لا تسل يا ليل أنت صديقي
قال أخجلتَ بدري و أستحت منك نجومي
فقلتُ في دجاكَ يا ليل أُبقي مصيري
فقال أما للنوم لعيونك من سبيلٌ
فقلتُ لا ولن أمهد له طريقِ
لا وأنت أدرى بحالي مني ومن غيري
وبكل أحداث عمري جديدها وعتيقِ
إني أرى في عجيب سكونكَ نفحةٌ
تُثلج الصدر مني وصفاءٌ منكَ يحيني
وأُرسلُ الروح مني فيكَ يا ليل لحبيبي
تجوب المسافات وتُقرّب كل بعيدِ
تطوفُ حولهُ وترعاهُ بكل مودةٍ
وتحرسهٌ إذا ما غطهَ بنومٍ عميقِ
وأشكو لك مأساة يومي ونهاري
وكل همومي وكل كربي وكل ضيقي
فإني يا ليل صبٌ عاشقٌ مولعٌ
أينامُ من لهُ بالهوى معشوقٌ وحبيب
فهل عشقت يا ليل مرةً أم لا
لن يعلمَ نارُ العشقِ إلا من بات بها حريقِ
وهل حمّلتك الدنيا من أعبائها جبلاً
أم أنكَ لم تذق إلا عسلً من رحيقِ
سألتك بالذي أغشاك يا ليل قل لي
هل رأيت ساهراً مثلي معذّباً وقتيلِ
وكن شاهداً كم أضناني عشقي وكيف
رمتني الحياةُ بوادي عذابها السحيقِ
واحكي قصتي لحبيبي بتروي
وأذكر محاسني وبعطر الكلام زكيني
وقل لهُ متُ من الغرام بعشقهُ
ولا تقل لهُ عن موعد تأبيني
ووعدني يا ليل وعد صديقٍ مخلصٍ
ومطلبي عندك ليس بكثيرِ
إحفر على قمرك الوضاح قبري
ومن نور النجوم إنسج وقم بتكفيني
يا ليل
مما راق لي
تحياتي



رد مع اقتباس


