بداءت عملية الانسحاب لقوات الجيش الامريكي بالانتهاء بنجاح واوفت الحكومة الامريكية بوعدها و بالتزامها ببنود الاتفاقية الامنية الموقعة مع العراق و التي تنص بوجوب رحيل القوات المقاتلة و انسحاب تدريجي لجميع القوات من العراق, و كان هذا من اهم المطالب العراقية التي ينادي بها الشارع العراق في الفترة التي تلت الاطاحة بنظام صدام الديكتاتوري و احلال نظام ديمقراطي في العراق, ولا يستطيع احد انكار ان امريكا قد اسدت للعراقيين خدمة عظيمة باسقاط النظام الفاشي الذي ما كان لينزاح عن دكة الحكم او ان يغير نهجه الاجرامي بحق الشعب العراقي.
و ها نحن الان بعد سبع سنوات من تغيير الحكم في العراق و تعاقب 3 حكومات ديمقراطية بطريقة التداول السلمي للسلطة نقف في مفترق الطرق من جديد, نحن في مرحلة بامكانها ان ترسي اسس الديمقراطية للابد في العراق ولكن بشرط ان نتعاون و ان يفهم السياسيين العراقيين انهم موجودين لخدمة الشعب العراقي و العمل على تحسين ظروفهم المعاشية و انهم ليسوا طبقة من علية القوم, ان مصلحة العراق و بالاخص مصلحة الفرد العراقي فوق اي اعتبار اخر..
ان جميع العالم يتابع بترقب ما سوف يول اليه الوضع في العراق و هناك دول تسعى لاشعال الفتنة في العراق و اخرى تسعى لاحلال السالم و الخيار متروك للعراقيين اولا و اخرا. في تصريح لوزير الدفاع الأميركي روبرت غيتس الذي زار العراق مؤخرا و قال " إن سحب القوات الأميركية المقاتلة من العراق لم يكن ممكنا لو لا الإنجازات الكبيرة التي تحققت على المستوى الأمني خلال السنوات الثلاثة الأخير لكنه حذر من أن تنظيم القاعدة ما يزال يمثل تهديدا للوضع في العراق في ظل استمرار الخلافات السياسية ومخاطر عودة التوتر الطائفي في البلاد. وأوضح غيتس "لم يحن الوقت بعد لكي نحتفل ونهنئ أنفسنا بتحقيق النصر، رغم إدراكنا لحجم الإنجازات التي حققها جنودنا وشركاؤهم العراقيون. إذ لا يزال هناك الكثير من المهام والمسؤوليات التي يتوجب علينا القيام بها في العراق... لذلك يمكنني القول إننا انتقلنا إلى المرحلة الأخيرة من مهمتنا في العراق "
فيما أعلن نائب الرئيس الأميركي جوزف بايدن انتهاء عملية تحرير العراق وقال إن التزام الولايات المتحدة تجاه العراق سيتسمر من خلال عملية الفجر الجديد وإن هذا اليوم لا يؤشر فقط تغيير قيادة الجيش الأميركي في العراق، وإنما أيضا بداية صفحة جديدة في العلاقات بين العراق والولايات المتحدة وأضاف أن القوات الأميركية مهيأة لأداء مهام القتالية إذا اقتضت الضرورة او بطلب من الحكومة العراقية وأنها ستمد القوات العراقية بالمشورة وستقدم الدعم في العمليات المشتركة لمكافحة الإرهاب وقال بايدن "ليس مكاننا ان نبلغ العراقيين من الذي يجب ان يقود لكنني أحثهم بقوة على مجاراة الشجاعة التي أظهرها مواطنوهم من خلال انهاء هذا العملية وتشكيل حكومة."
خلاصة القول ان الكرة الان في ملعب الساسة العراقيين و انهم من يحملون في ايديهم مفتاح مستقبل العراق, لذلك لا بد لجميع الاطراف من تقديم بعض التنازلات من اجل تشكيل الحكومة التي طال انتظارها فنحن في الشهر السادس بعد الانتخابات و هذا امر قد تجاوز حده, ان الاون لكي نتوحد كامة و احدة و ان نعيد بناء وطننا.