أسّس الملياردير السعودى أسامة بن لادن شبكة القاعدة الارهابية لاقامة الخلافة الاسلامية في العالم الإسلامي برمته و تلخصت استراتيجيتهم في استهداف المصالح الأميركية في الشرق الأوسط وطردهم من الأراضي المقدسة و يهدف التنظيم كذلك للاطاحة بما يسميها "أنظمة الردّة" في العالم العربي.
وفي هذا الصدد نفذ التنظيم العديد من الهجمات الارهابية ضد الولايات المتحدة الأمريكية و خاصة اعتداءات 11 من سبتمبر و التي تمخض عنها اعلان الحرب على الارهاب و الّذي يستهدف خصوصا تنظيم القاعدة الّتي تعرضت لضربات مميتة في أفغانستان.
بعد ذلك بسنتين قام التنظيم بالتسلل الى العراق لاستهداف كل من الجيش الامريكي والعراقيين باعتبارهم كفارا و يساندون الاحتلال. و نتيجة لذلك تمّ ازهاق العديد من الأرواح البريئة في الحرب الّتي تخودها القاعدة ضدّ ما يسمونه " الاحتلال" و قد دلّت الاحصائيات على أنّ 75 % من الضحايا هم من مسلمي العراق.
وبسبب الفظائع العديدة التي أرتكبت من طرف تنظيم القاعدة تمّ تشكيل قوات الصحوة لمواجهة هؤلاء المتعصبين وتنظيف ما كان يطلق عليه "مثلث الموت" في منطقة الأنبار وبقية العراق من أمتالهم. ونتيجة لذلك فقد انهزمت القاعدة في العراق و تمّ اعتقال أو قتل العديد من مقاتليها بالاضافة الى رصد مصادر تمويلهم و تجميدها و مصادرتها.
و قد قام تنظيم القاعدة في العراق مؤخرا بالقاء نداء من أجل جمع التبرعات المالية للمرة الثالثة في فترة تزيد قليلا عن السنة لسداد النقص الحاصل في خزينتهم و هي علامة مؤكدة على ضعفها واليأس الّذي تتخبّط فيه.

وتمّ يوم الاربعاء نشر نداء قديم على موقع الانترنت التابع للمتشددين لأحد زعماء القاعدة مصطفى أبو اليزيد في أفغانستان و الّذي قتل في غارة جوية في وقت لاحق, حيت يشكو من أنّ مقاتليه غير قادرين على القتال بسبب نقص في الأموال والمعدات. ودعا إلى تقديم الدعم وقد صدر نداء مماثلا في حزيران / يونيو 2009 من قبل القائد نفسه لنفس الغرض.
و قد قام بن لادن كذلك بنشر طلبات مماثلة حيت دعا رجال الأعمال إلى ارسال الدعم المادي لمنظمته فضلا عن الدعوات الّتي وجهها الرجل التاني في التنظيم أيمن الظواهري الذي طلب الدعم المالي من الباكستانيين.
هذه النداءات تظهر الصعوبات المالية الّتي تمر بها القاعدة في العراق و علامة لتزايد ضعفها و لقد حان الوقت نهائيا للخلص من المتعصبين الّذين يؤمنون بالعنف و التطرّف.