كيف تعرف الإمام المهدي عليهالسلام
في ظل الشبهات والفتنالكثيرة التي تجتاح المجتمع والتي جعلت الفرد حائرا يعيش في التيه ، فلا بد منوجودظابطه لتوضيح الصورة عن كيفية معرفة الإمام المهدي عجل الله فرجه الشريف من غيره منالأدعياء وذلك لإخراج الناس من هذه الحيرة الناتجة عن فتن ما قبل الظهور حيث يصلالأمر الى خروج اثنتي عشرة راية مشتبهة .
إلا إن الأئمة عليهم السلام بينواان أمرهم أوضح من الشمس كما جاء في الرواية عن صادق أهل البيت عليهم السلام حيثقال: ( ولترفعن اثنتا عشرة راية مشتبهة لايدرى أي من أي ، قال المفضل : فبكيت ،فقال مايبكيك ياأبا عبد الله ؟ فقلت : كيف لأبكي وأنت تقول ترفع اثنتا عشرة رايةلايدرى أي من أي ، فكيف نصنع ؟
قال فنظر الى شمس داخلة في الصفة
فقال : ياأبا عبد الله ترى هذه الشمس ؟
قلت : نعم ، قال : والله لأمرنا أبين من هذه الشمس .. )
الكافي ج 1 /338 0 النعماني /151 .
وهذا الوضوح الذي يشير اليهالإمام عليه السلام يعني وجود ضابطة تبين الحق من الباطل وترشد بكل وضوح وبدون لبسالى الإمام المهدي عجل الله فرجه الشريف .
وقد أرشدنا أهل البيت عليهمالسلام الى الطريق التي يعرف بها الإمام عليه السلام من المدعين ، فقد ورد في غيبةالنعماني ص 173 عن الإمام الصادق عليه السلام قال : ( إن ادعى مدع فاسالوه عن تلكالعظائم التي يجيب فيها مثله ....) وورد في الكافي ج 1 ص 340 : ( إذا إدعاها مدعفأسالوه عن أشياء يجيب فيها مثله .. .) كما بينوا لنا صلوات الله عليهم ماهية هذهالأشياء العظيمة وبماذا يتميزالإمام عليه السلام من غيره ،
فقد ورد فيالكافي ج 1 ص284 عن عبد الاعلى قال : ( قلت لأبي عبد الله :المتوثب على هذا الامرالمدعي له ، ما الحجة عليه ؟
قال : يسأل عن الحلال والحرام ... ) وورد في غيبةالنعماني ص 127 عن الإمام الحسين عليه السلام قال : ( تعرفون المهدي بالسكينةوالوقار ، وبمعرفة الحلال والحرام ...)
وهذا ماأشار اليه الإمام المهديعليه السلام في رسالته الى أحد السفراء بخصوص إدعاء أحد الكذابين حيث ورد فيالإحتجاج ج / 2 ص 221 ( وقد ادعى هذا المبطل المدعي على الله الكذب بما ادعاه ، فلاادري باية حالة هي له رجا ان يتم دعواه بفقه في دين الله ؟ فو الله مايعرف حلالا منحرام ، ولايفرق بين خطأ وصواب ، ام بعلم ؟ فما يعلم حقا من باطل ، ولا محكما منمتشابه ولايعرف حد الصلاة ووقتها ، ام بورع ؟ فالله شهيد على تركه الصلاة الفرض ( اربعين يوما ) يزعم ذلك لطلب الشعوذة ..... ام بآية ؟ فليأت بها أم بحجة ؟ فليقمها، ام بدلالة ؟ فليذكرها ..... فالتمس تولى الله توفيقك من هذا الظالم ماذكرت لك ،وامتحنه واسأله عن آية في كتاب الله يفسرها ، او صلاة يبين حدودها وما يجب فيها ،لتعلم حاله ومقداره ، ويظهر لك عواره ونقصانه ، والله حسيبه ) .
ومنخلال هذه الروايات يتبين لنا ان علم الحلال والحرام هو العلم الاول الذي يميزالامام عن غيره ، وقد يكون المدعي عالما ببعض الحلال والحرام او يدعي انه عالما بكلالاحكام الشرعية ، ولهذا بين لنا الائمة ان المدعي يجب ان يكون اعلم الناس واعلم منبقية العلماء حيث ورد عن رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم : ( اني تارك فيكمالثقلين كتاب الله وعترتي اهل بيتي وانهما لن يفترقا حتى يردا علي الحوض ، فلاتقدموهما فتهلكوا ، ولاتقصروا عنهما فتهلكوا ، ولاتعلموهم فأنهم اعلم منكم ) .
وورد في بحار الانوار ج 25 ص165 عن صادق اهل البيت عليهم السلام ، عن اميرالمؤمنين عليه السلام انه قال : ( والإمام المستحق للإمامة له علامات... والثاني أنيكون أعلم الناس بحلال الله وحرامه وضروب أحكامه وأمره ونهيه وجميع مايحتاج اليهالناس ، فيحتاج الناس اليه ويستغني عنهم .... وإنما وجوب كونه أعلم الناس فإنه لولميكن عالما لم يؤمن تقلب الأحكام والحدود وتختلف عليه القضايا المشكلة فلا يجيب عنهاأو يجيب عنها بخلافها ) .
وورد في عيون اخبار الرضا ص 170 وإلزامالناصب ص 10 عن الامام الرضا عليه السلام انه قال في الامامالمهدي عليه السلام : ( دلالته في خصلتين : في العلم واستجابة الدعوة ) . وفي إلزام الناصب ص 9 ( يكون أعلمالناس ) . وفي غيبة النعماني ص 14 عن أمير المؤمنين عليه السلام في الإمام المهديعليه السلام ( واكثركم علما ) .
وعلى هذا نعلم ان هناك ضابطة واضحة لمعرفةالإمام المهدي عليه السلام من المدعين ، وذلك من خلال إثبات أعلميته في الفقهوالاصول وهما اساس استنباط علم الحلال والحرام وأحكام الشريعة الذي أشار اليهالأئمة عليهم السلام ، ويجب على من يدعي انه الإمام المهدي أن يكون أعلم من المجتهدالجامع للشرائط ويثبت ذلك بالدليل العلمي وبعكسه فهو كاذب وادعائه باطل .
وعلى هذا فان الإمام عليه السلام يطرح دليله إلى الساحة متحدياً القوم بهكما ورد في تفسير القمي ج 2 ص5 عن أبي جعفر عليه السلام ( ولكأني انظر الى القائمعليه السلام وقد أسند ظهره إلى الحجر ثم ينشد الله حقه ثم يقول : يا أيها الناس منيحاجني في الله فانا أولى بالله ، أيها الناس من يحاجني في آدم فانا أولى بآدم ،أيها الناس من يحاجني في نوح فانا أولى بنوح ، أيها الناس من يحاجني في إبراهيمفانا أولى بإبراهيم ، أيها الناس من يحاجني في موسى فانا اولى بموسى ، ايها الناسمن يحاجني في عيسى فانا اولى بعيسى ، ايها الناس من يحاجني في محمد فانا اولى بمحمدصلى الله عليه وآله ، أيها الناس من يحاجني في كتاب الله فانا اولى بكتاب الله ....)
ونستنتج من هذه الرواية ان الإمام عليه السلام يطلب من القومالمحاججة رغم انه يملك مواريث الانبياء عليهم السلام وانه يؤكد على اعلميته وانهاولى الناس بالانبياء وبكتاب الله ، وبذلك يكون الدليل الرئيسي والاوضح للامام عليهالسلام هو اثبات أعلميته على المرجع الجامع للشرائط وهذا يعني ان المرجع الاعلم سوفيكون الفاصل في معرفة الامام المهدي عليه السلام من ادعياء المهدوية .