أحُبــــكِ قبل ان تبتدئ الفصــــولُ
ُوتزدحـمُ المواســـــــــمُ والهديـــل
**
أحبـــــّــــــكِ هكذا لا تســــــأليني
فـإنّ الحـــبّ أوّلـــــــه ذهـــــولُ
**
ولـولا أنـــهُ قــــــــدرٌ جـليـــــلٌ
لما حـارتْ ولا اختـلّت عقـــولُ
***
وكــــيف أردّ مقــــدوراً إذا ما
صحـا البـركانُ واشــتعل الفتيلُ
**
أحبـــّــكِ كيـف؟ لا أدري ولكن
علامتــهُ شــحوبٌ أو نحـــــولُ
**
وإن أخفــيتُ في ســـرّي دليـلاً
تســرّب حيث لا أدري دليــــلُ
**
فـفي كل الزوايــا منـكِ عطــرٌ
ومنــكِ بكلّ ناحيــــة مثـــــولُ
**
هنـا شـِـعر،هنـا همسٌ ولهــــوٌ
هنـا زعـلٌ، هنـا عتبٌ جميـــلُ
**
وأغرقُ في التمنـّي مثـل طفـلٍ
وأعرفُ أننــي رجلٌ خجــولُ
**
واُفحـمُ في التقابـل كلّ قــــولٍ
وحيـن أراكِ أنسى ما أقـــولُ
**
فلو جُمعتْ قلوب الناس جمعاً
لقالــت إنّ حبـــي مســــتحيلُ
**
فلا قــيسٌ ولا المجنـونُ مثلي
ولا ليــــلى لظفـركِ ما تطولُ
**
وكم رأتِ المرايــا من جمـالٍ
فلمــا جئتِ قالــت أســـتقيــلُ
**
وأختصـرُ النســاء ولا أثـنـّـي
فـأنــتِ مثـالهُـنّ ولا مثـيــــلُ
**
وماذا عن عيـونٍ من عيــونٍ
لهـا في كل مشــتجرٍ صليـلُ
إذا صوّبـتِـها طارت ســــهامٌ
وحول القلب تشتبكُ النصولُ
**
وتنسكبُ القصائـدُ والقوافـي
إذا عبــرتْ وتحتفـلُ الحقولُ
**
أضعتُ بهـنّ ذاكرتي وعقلي
فلا صـــدٌّ يفيــدُ ولا قبــــولُ
**
وأعرفُ أنّ قصركِ من ضياءٍ
ولـيس لـهُ طريـقٌ أو ســـبيلُ
**
وأعرفُ أنّ هذا الحبّ موتٌ
وحبـّـك قاتـلٌ وأنـا القتيـــــلُ
**
وأطمــعُ بالكثيــر بلا غرورٍ
فطعـمُ الحـبّ أكثــرهُ قليـــلُ
**
يمـرّ العمـر، كلّ العمر طيفاً
وليـلُ البعـد أقصـرهُ طويـلُ
**
لقـد ختـمَ الإلهُ على فؤادي
أحبــّــكِ ثمّ تبتدىءُ الفصولُ
****
علي إبراهيم