( 2 )

الإنتظارُ موتٌ بطيء

ينخرُ الروح،، ينثرُ القلب،، وينهكُ القوى

ما ألذّ الإنتظار في حضرة الإحتضار

وما أعذبَ الإحتضار في حضرة الإنتظار

على أنغامِ موسيقى أمواجِ البحرِ المتلاطمة

ورقصِ أسرابِ النورسِ تلوِّحُ بالوداع

وصراخِ نَسَماتٍ هادئةٍ تمخرُ عُبابَ الصمت

وضجيجِ مشاعرَ بكماءَ لا يمكنها النطق

وغناءِ فراشةِ الشتاءِ تئنُ ساعةَ الإحتضار ـــــ ساعة الرحيل

+++++++++++++++

مريم عودة

( 3 )


الرحيل ،،، فنٌّ آخر ، مختلف

ترسمه أسماءُ أحبّةٍ كنا قد انتظرناهم

ونذرنا لأجلهم الغالي والنفيس

وفي ليلةٍ مظلمة،،،

يغيبون عنا...يرحلون

ويخلّفوننا بعدهم أجسادَ واهنة

وعقولَ حائرة

وأرواحَ متضرّعة

لا تكفّ عن الإبتهال والمناجاة

أتراهم يسمعون؟؟ويرون ما فعلوا بنا؟؟؟

أم أنهم تتلمذوا في مدرسة الهجر ـــــــ وأعلنوها نهايتنا



++++++++++++++++


مريم عودة

( 4 )


النهاية،، كلمة لا بد منها

هي توقيعٌ ضروريٌ لكل شيء،،، لكل صفحاتِنا

لكل حاضرِنا وماضينا

هي في أغلبِ الأحيانِ موجعة،، مؤلمةٌ حدَّ الإختناق

إلاّ أنها تبقى معبراً لصفحةٍ أخرى

نَعْبُرُ من خلالها على أملِ أن نبدأَ صفحةً أفضل

فهي الأمل ،،،

وخيطُ الضوءِ الذي يخترقٌ الظلمةَ من ثقبِ الباب

فلننظرْ من خلالها بعينِ ـــ الأمل...


++++++++++++


مريم عودة

( 5 )

كأزهارٍ تلوحُ في الأفق

يدخلون حياتنا

نجوماً ساطعة تسامرُنا ونساهرهم

نتحاكى ، نتناغى ، نشكو همومنا

******

من ثم ...

عذراً ، فإنّ دمعةً حارة سقطت لتُحْرِقَ وجنتَيّ...

ضاعَ منديلي ... لن أمسحَها



*******


من ثم ...

كفراشاتٍ حزينةٍ تودّعُ زهراتِها

كطيورِ أيلولَ المهاجرة

تودعُ أعشاشَها

كسحابةِ صيفٍ عابرة تحفرُ في قلوبنا

ينسلخون عن أرواحِنا

******

للأرواحِ الطاهرة أقول

وللقلوبِ الصافية أوصي

كعطرٍ نادرٍ مستصعب

ستبقون في حنايا الروح

كزهرةٍ تلوحُ في الأفق

سننتظركم مع الأمل

كطفل يغفو في حضنِ أمِّه آمناً

سنحتضنكم




وستبقون أجمَلَ غرْسَةٍ زرعناها



وستبقى أنت ،،،

سأرقُبُ ذاك القاربَ الذي سيحملكَ إلينا


وسأعيش على أمل اللقاء بك



~~~~~~~~


مريم عودة


مغموسة بالألم والأمل

هوذا الخريف ( صديقي ) يعود

ينثر راياته السوداء منذراً بعاصفةٍ هوجاء

لا عِلمَ لنهايتها...




كلّ شيئٍ مُقفِرْ،، لا زينةَ ولا أعياد

سوى أشجار عارية وأوراق صفراء

تتألّق زاهية : هاقد حان موعد الظلام.




النسيم الهاب أراه غاضباً مكفهرّا

وطائري (نادري) أراه يلملم بعضه مشمّراً للرحيل

يلتمس الدفء في مكانٍ آخر...




كلّ شيءٍ يشتاق لغنائه وزقزقاته

أغاريدَه لملمها وترك الوحشةَ للمكان

ما خلا صدىً يتردد في أرجائي

مصمّماً على قتلي

يهزّني بنقمة،، وكأنّه يروم تحطيمي






قد غادر كلّ جميل

وكلّ معالمِ الربيع قد تلاشتْ

لم يبقَ في جِواري سوى غراب ...وبومة

عنوان الظلام والوحشة...

الأوّل ينعق نعيقه المشؤوم

والأخرى تنعب على مدى ليلي .. بصوتها الكريه





هكذا تتسلسل حكايتي..

حكايةُ نظراتٍ سقيمة

ترى الحياة من وراء نِقاب الموت.


~~~~~~~~


مريم عودة