مع اقتراب موسم الحج لِـ هذا العام ,,
بعضنا يعيش شوقـاً عظيماً لـ زيارة بيت الله الحرام ,, وأداء فريضة الحج ..
في حين يعيش بعضنا الآخر الاستعداد النفسي للحج ,, وتختلط مشاعره
بـ مزيج من اللهفة والرهبة ,, وشعور لا يمكن أن يُوصَف !!
إليكم ,, رحلة للغوص في أعماق الفلسفة العظيمة للحج ..
الحج هو نموذج مصغّر عن حركة حياتنا على الأرض وكيف يجب أن تكون ,,
وفيه كل العناصر والصفات التي يريد الله أن تكون عليها ..
** بـِ ماذا يبدأ الحج ؟؟!! .. وبـِ ماذا ينتهي ؟؟!!
- يبدأ بـ التلبية "لَبَّيْكَ الَّلهُمَّ لَبَّيْكَ" ,, وهذا هو عنصر الولاية ..
- وينتهي بـ رمي الجمار ,, وهذا هو عنصر البراءة ..
فـ الخط الأول في أعمال الحج :: هو خط الولاية والبراءة ,, الذي هو أول معالم الحج ..
كما انهما أول الخطوط الضرورية لحياة الناس على الأرض ,, فلا حياة إسلامية بلا ولاية وبراءة ..
والحج ,, إنّما هو امتحان عملي في الولاية والبراءة ,, ويبدأ باستجابة دعوة الحق تبارك وتعالى ,,
فـ البداية منه سبحانه الذي دعانا إلى حج بيته ,, ودعانا أبونا إبراهيم (عليه السلام) إلى إجابتها ,,
ودعانا نبينا محمد (صلى الله عليه وآله وسلم) إلى إجابتها ,, وبقي دورنا نحن في الامتثال لهذا الأمر الإلهي ..
ولكــــن .. إجابة هذه الدعوة تتوقـّف على مقدمة مهمة لا تصح بدونها ..
إنها خلع ثياب الدنيا ,, ولبس ثياب الآخرة (لبس ثياب الإحرام) ..
كم في خلع ثياب الدنيا للإحرام من معنى ,, وكم يعرف الحجاج منها وكم يعيشون ..
فيه خلع معنى الإدمان والعادة ,, وخلع المميزات والهوية الشخصية ,, وخلع المتاع والرفاهية ,,
وخلع الكسل والدِعة ,, وخلع الدفء والستر المطمئن ..
وفيه البراءة من كل ما يعيق الحركة نحو الله ,, الحركة الخفيفة المطلقة ..
وتتجمع معاني البراءة في خلع ثياب الدنيا فتكون إثباتاً في لبس ثوبي الآخرة ,, كأنّ أحدنا يقول:
لا ,, لا لمتاع الدنيا ,, وها أنا يا ربي بين يديك في أكفاني ..
وطبعاً هناك خطوط عظيمة أخرى لـ هذا الأمر الربّاني ..
نسال الله تعالى ان يرزق الجميع حج بيته الحرام
ودمتم سالمين