ثلاث ملفات ساخنة في جعبة الحكيم الى واشنطن! <?xml:namespace prefix = o ns = "urn:schemas-microsoft-com:office:office" /><o:p></o:p>

زيارة السيد عبد العزيز الحكيم رئيس كتلة الائتلاف العراقي الموحد صاحب المقاعد المائة وثمانية وعشرين مقعدا منهمك هذه الايام في التحضير لزيارته الى واشنطن. تأتي هذه الزيارة بعد اجتماعه بالعاهل الاردني الملك عبد الله وبكل ما يمثله الاخير لبعض الجماعات وبالاخص البعثية منها. يبدو ان التحضير لهذه الزيارة انما جاء على خلفية اجتماع الرجل بالعاهل الاردني من جهة وماتمخض عن نتائج اجتماع رئيس الوزراء السيد نوري المالكي الاسبوع الفائت مع الرئيس الامريكي جورج بوش الابن من جهة والعاهل الاردني من جهة اخرى. كما يبدو ان الامر من الحراجة لايستقيم الحديث عنه في العاصمة عمّان او حتى بغداد ولا اي من العواصم العربية او الاوروبية! الامر لايتعلق بسياسة الرئيس الامريكي وما تمثله تلك السياسة للحزب الجمهوري وانما هنالك عناوين يجب الحديث بشانها مع اكثر من طرف في الادارة الامريكية وليس من المعقول ان تحضر الادارة الامريكية الى الشرق الاوسط للاجتماع برئيس كتلة الائتلاف العراقي الموحّد؟! لذلك توجّب على الحكيم رزم الامتعة وكل الاطروحات والمشاريع والمقترحات الى واشنطن.<o:p></o:p>

اولى الملفات بطبيعة الحال "الحالة العراقية-العراقية" وبكل ما فيها من تعقيدات الحكم والادارة والوضع الامني المتأزم. وفي هذا السياق لم يفت الادارة الامريكية ان تضع على اجندتها زيارة ممثل الطرف السني في العراق المتمثل في زيارة نائب رئيس الجمهورية السيد طارق الهاشمي رغم ما اثير عن الرجل من ملاحظات واشاعات، خصوصا وان زيارة الحكيم الى واشنطن قد اعتبرتها كتلة التوافق العراقية السنية على انها "لاتخلو من الاسناد للشيعة" على حد تصريح السيد عدنان الدليمي لصحيفة الشرق الاوسط الاسبوع الماضي. تلك الحالة التي لم تفلح لحد الان اي من دعوات الاصلاح او مؤتمرات المصالحة او مواثيق الشرف التي وقعتها كل الاطراف المعنية في الوصول الى حل يحفظ الحد الادنى من عدم التعرض الى العراقيين وحقوقهم بناءا على انتماءاتهم الطائفية او العرقية او المناطقية. الحق يقال بان بعض اطراف الادارة الامريكية متورطة بشكل لايقبل الشك في تأزم الحالة الامنية في العراق بشكل خاص وانقباض العملية السياسية وتراجعها بشكل عام فضلا عن تغذية التطرف الطائفي. هذا الامر يتطلب فتح قناة مباشرة مع الادارة الامريكية وحوار صريح تسنده الارقام والادلة المادية وليس الاشاعات. ومن ضمن هذا الملف تقع "فيدرالية الحكم" الذي يؤيده غالبية الشعب العراقي فضلا عن قواه السياسية والفعاليات المدنية وحتى الدينية ويواجه ممانعة من بعض الاطراف السنية.<o:p></o:p>

الملف الساخن الاخر هو مناقشة بعض الافكار والاقتراحات التي تقدمت بها اطراف عربية كمصر والاردن وسوريا واخرى عراقية محلية ككتلة التوافق برئاسة السيد عدنان الدليمي وكتلة الحوار برئاسة السيد صالح المطلك وبعض اطراف هيئة علماء المسلمين برئاسة السيد حارث الضاري والتي لها وثيق الصلة بضرورة اشراك حزب البعث العراقي في العملية السياسية وهو مايواجه رفضا قاطعا من قبل التيارات الشيعية والكردية وحتى بعض السنية منها كمؤتمر اهل الانبار مثلا فضلا عن الرفض الشعبي لمثل تلك الخطوة التي من شأنها ان تعيد العملية السياسية الى المربع الاول. كذلك يتضمن المقترح الذي يبدو انه حتى بعض اطراف الادارة الامريكية متورط فيه اعادة القيادات الصدامية الى مواقع القرار في الجيش والمخابرات والسفارات، اي اعادة الوضع كما كان عليه قبل التاسع من نيسان! والخوف هنا يقع ليس من قبيل اشراك بعض الشخصيات البعثية في الادارة بل في اعاقة العملية السياسية برمتها الامر الذي يؤسس لاقتتال شعبي لايعرف احد اين سيصل مداه وربما سينتهي باستيلاء الصداميين من جديد على السلطة وخطفها وعودة الامور الى صدام اخر على حد وصف غالبية الساسة وصنّاع القرار في عراق اليوم.<o:p></o:p>

اما ثالث الملفات سخونة والذي له علاقة وثيقة في الاستقرار السياسي والاقتصادي في العراق هو العلاقة الايرانية-الامريكية-العراقية وهو ملف شائك لاتحلحله الوعود الايرانية من عدم التدخل في الشؤون العراقية ودعم المليشيات العاملة بالضد من ارادة التواجد الامريكي في المنطقة العربية من جهة والعراق من جهة اخرى. هنا تلقي ادارة بوش باللائمة مثلا على ايران متهمتا اياها بدعم التيار الصدري لاثارة المتاعب للامريكيين كما تتهم سوريا بدعم الارهابيين في المناطق السنية وهو امر ينفيه الطرفان الايراني والسوري. هذا الملف يتطلب شروح عراقية من طرف له علاقة قوية بالايرانيين ومعني بالحالة العراقية وليس هنالك شخص أفضل من السيد عبد العزيز الحكيم لتلك المهمة الغير سهلة حتما. كذلك يتطلب الحديث وعود شيعية بضرورة "تعقيل" قيادة التيار الصدري لتخفف من حدة التوتر اليومي مع الامريكيين خصوصا وان التيار الصدري يرفض اي تماس مباشر مع الامريكيين فيما يخص الوضع العراقي.<o:p></o:p>

المقام هنا لايسمح للكثير من التكهنات كما لايمكن التعويل على زيارة الحكيم الى واشنطن لصنع المعجزات. الزيارة بحد ذاتها خطوة جرئية وان جاءت متأخرة بعض الشئ الا انها حتما ستزيح الكثير من الضبابية عن كثير من الامور كما انها ستحدد ملامح المرحلة المقبلة من العلائق العراقية-العراقية فضلا عن انها ستكشف الكثير من الغموض الذي يحيط بعلاقة البعض مع البعض الاخر.